توقيت القاهرة المحلي 08:18:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

محافظ لا ينام!

  مصر اليوم -

محافظ لا ينام

سليمان جودة

تلقيت اتصالاً، ثم خطاباً، من الدكتور جلال سعيد، محافظ العاصمة، تعقيباً على ما كنت قد كتبته فى هذا المكان يوم الخميس الماضية منبهاً الرجل، ومعه الدكتور على عبدالرحمن، محافظ الجيزة، إلى أنهما لا يجوز أن يأتيهما نوم، بينما هذا هو حال القاهرة بمعناها الواسع الذى يضم معها الجيزة فيما يضم. قال الدكتور جلال فى اتصاله ثم فى خطابه إننى لم أكن أبالغ حين قلت، ما معناه، إنه فى الغالب لا ينام وهو يرى واقع عاصمته على ما يراه، فهو، كما يقول، لا ينام فعلاً، وإذا حدث وغافله النوم، فإن هم القاهرة يصاحبه فى نومه، كما يلازمه فى يقظته. وكنت فيما كتبت أبكى، مع غيرى، حال القاهرة التى كانت عروساً ذات يوم، وكنا نباهى بها سائر العواصم من حولنا، فإذا بها اليوم وعلى امتداد سنوات مضت كما تراها بعينيك! ولابد أن كل واحد فينا لا يريد أن تكون قاهرتنا مثل باريس أو روما أو لندن، رغم أنها كانت فى وقت من الأوقات تتفوق على الثلاث، جمالاً، ونظافة، وانضباطاً، لكننا نريدها مثل الرياض أو تونس العاصمة، أو الرباط، التى تظل كل واحدة منها مرآة لبلدها حين تذهب إليه. ونحن نصدق الدكتور جلال عندما يقول إن القاهرة سوف تكون بعد شهر من اليوم غيرها الآن، لكن يجب، ونحن نصدقه، أن ندعمه، وأن يتعامل كل مواطن منا مع شوارعها كأنها بيته تماماً بمعنى أنك إذا كنت تستحى أن تلقى ورقة على أرض منزلك فيتعين عليك أن تتصرف على النحو نفسه، حين تكون فى الشارع، وألا تتصرف فى بيتك بطريقة ثم تفعل عكسها فى خارجه! وقد فهمت من المحافظ أنه يعمل فى ثلاثة اتجاهات فى وقت واحد: إزالة المخلفات المتراكمة على النواصى وفى الميادين وقد أزال منها حتى الآن مائة ألف طن، أما الاتجاه الثانى فهو محو آثار المظاهرات والاعتصامات، وأخيراً ضبط عناصر عملية النظافة اليومية فى الشوارع. وقد تمنيت لو أن الدكتور جلال سمى الأشياء بأسمائها وقال بالتالى وهو يتكلم عن الاتجاه الثانى إنه يعمل على محو القبح الذى يخلفه الإخوان فى كل مكان يعتصمون أو يتظاهرون فيه.. إذ إن نظرة عابرة إلى الجدران المشوهة بالعبارات الساقطة، والأرصفة المهدمة، والأشجار المحطمة، تقول لك إن هؤلاء «إخوان» حقاً، لكنهم قطعاً ليسوا «مسلمين».. إننى لا أقولها رغبة فى تكفير أحد، فالله وحده هو من يعلم المسلم من غير المسلم، لكنى فقط أشير إلى أن ما نراه فى شوارع القاهرة، وعلى جدرانها، يستحيل أن يكون سلوكاً صادراً عن إنسان مسلم. بقى أن أقول إن الدكتور جلال يشير فى خطابه إلى أن هناك رجوعاً تدريجياً لنظام جمع المخلفات المنزلى، وهو ما أرجوه أن يفعله، لأننا كنا معه، أنظف منا الآن، بشرط أن يضع له قواعد حديدية تضبطه. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محافظ لا ينام محافظ لا ينام



GMT 03:53 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الأهرامات مقبرة «الرابرز»!!

GMT 03:51 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الشعوب «المختارة»

GMT 03:49 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

اللاجئون إلى رواندا عبر بريطانيا

GMT 03:48 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

المقاومة الشعبية والمسلحة

GMT 03:38 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

خطر تحت أقدامنا

GMT 03:35 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عصر الكبار!

GMT 03:33 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بشارة يخترع نفسه في (مالمو)

GMT 03:30 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الغواية وصعوبة الرفض!

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 06:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يقضي على التهاب المفاصل بأطعمة متوافرة

GMT 03:14 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تنتقد التبذير في جهاز العرائس

GMT 14:30 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

"مايكروسوفت" تؤجل إعادة فتح مكاتبها بالكامل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon