توقيت القاهرة المحلي 04:42:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أمنياً.. من هنا نبدأ

  مصر اليوم -

أمنياً من هنا نبدأ

سليمان جودة

قالت الصحف، الصادرة صباح أمس الأول، إن اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، قرر تزويد شرطة المترو بأجهزة حديثة لكشف المفرقعات، وأن ذلك سوف يتزامن مع استعانتها بالكلاب البوليسية، بالإضافة إلى التواجد الأمنى المكثف فى جميع المحطات. والحقيقة، التى أتوقع أن يكون اللواء «إبراهيم» منتبهاً إليها، أن التواجد الأمنى المكثف، يمكن أن يكون رمزاً لوجود الشرطة فى كل موقع، واستعدادها لمواجهة أى موقف، ولكنه ــ أقصد هذا التواجد ــ ليس حلاً، أو بمعنى أدق فإنه إذا كان يمثل حلاً فى أوقات مضت، فالمؤكد أنه لم يعد كذلك الآن، لأنك كجهاز أمن عصرى، لا يمكن أن يكون فى مقدورك أن تضع شرطياً إلى جوار كل مواطن، وبالتالى فهناك حلول أخرى مختلفة، أخذت بها دول كثيرة فى العالم، وهى حلول تبدأ وتنتهى بتحديث أدوات جهاز الأمن، ليكون قادراً، فى كل لحظة، على المراقبة ذات الكفاءة العالية، بامتداد البلد كله، ثم على سرعة إغاثة أى مواطن يستغيث بشرطة بلاده، أياً كان الموقع الذى يستغيث منه هذا المواطن فى الـ27 محافظة. لقد كنت، فى وقت مضى، أتابع حركة المرور فى أى عاصمة عربية أذهب إليها باندهاش بالغ، وكان مصدر الدهشة أننى كنت ألاحظ أن أى سيارة هناك تلتزم على الفور بالوقوف فى مكانها، إذا ما أضاءت الإشارة باللون الأحمر، رغم أن الوقت يكون فى الغالب فى منتصف الليل، أو فيما بعده، ولا يكون فى الشارع كله سوى هذه السيارة التى لو لم تلتزم، ومضت فى طريقها، فإنها لن تصدم أحداً، ولن تصطدم بسيارة أخرى! وكنت أسأل نفسى، عما إذا كان التزامها الكامل يعود إلى ضمير يقظ لدى سائقها، أم ماذا بالضبط؟ مع ملاحظة أنه لا يكون هناك عسكرى مرور واحد فى الشارع كله! ولم أكن أعرف، أن السائق يعرف، أن كاميرات حديثة موجودة فى الإشارة، وأن عيونها مفتوحة عليه بكامل اتساعها، وأن أى مخالفة من جانبه سوف يتم تسجيلها فى اللحظة ذاتها، وأن البوليس المختص سوف يكون قادراً على أن يأتى به «من قفاه» بعدها بدقيقة! هذا بالضبط ما أقصده وما أريده بديلاً عن حكاية التواجد الأمنى البشرى المكثف، وأظن أن الدولة يجب ألا تبخل على الداخلية بأى مال، فى سبيل تحديث الجهاز بكامله، ليكون على الكفاءة العالية المطلوبة، وعندها، سوف لا تحتاج إلى وجود عسكرى واحد فى أى شارع، ولا فى أى إشارة، وسوف يفكر أى راغب فى المخالفة ألف مرة قبل أن يخالف لأنه سيكون على يقين، بأن حركته فى الشارع مرصودة ومكشوفة لحظة بلحظة. لو كانت كاميرات كهذه متاحة عندنا، لكنا الآن نضع أيدينا على الذين ارتكبوا جريمة كرداسة، والذين أحرقوا الكنائس، والذين اقتحموا 21 قسم شرطة يوم فض اعتصام رابعة والذين.. والذين.. إلى آخر قائمة المجرمين الذين يحرمنا عدم تحديث جهاز شرطتنا بما يكفى من ضبطهم فى الحال وتقديمهم إلى العدالة ليدفعوا ثمن ما ارتكبت أياديهم. سيادة الوزير.. من هنا تحديداً نبدأ، لأن التواجد الأمنى المكثف قد يخيف، ولكنه لن يردع معدومى الضمائر فى هذا البلد. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمنياً من هنا نبدأ أمنياً من هنا نبدأ



GMT 03:13 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

تواصل جاهلي

GMT 03:10 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

«عاشوراء» إيرانية في سماء إسرائيل

GMT 03:04 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

الحلّاق الإيراني ورقبة السلطان

GMT 02:57 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

هل تمنع أميركا حرباً إقليمية؟

GMT 02:54 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل ونهاية اللعبة الخطرة

GMT 02:52 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

مَن صاحب هوية القاهرة البصرية؟

GMT 02:47 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

كتاب لم يتم

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon