توقيت القاهرة المحلي 10:25:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حكاية للدكتور ببلاوى

  مصر اليوم -

حكاية للدكتور ببلاوى

سليمان جودة

كان عبدالمحسن أبوالنور واحداً من ضباط ثورة يوليو 1952 الشجعان، وقد تولى مناصب عدة بعدها، فكان - مثلاً - محافظاً لبنى سويف، وكان وزيراً للزراعة بعد المهندس سيد مرعى. ومما قيل عنه، حين كان وزيراً، إنه لاحظ فى أول أيام عمله أن هناك موظفاً لا يتوقف عن الشغب فى الوزارة، فطلب من الشؤون القانونية إعداد قرار بفصله على الفور. وحدث أن دخل موظف الشؤون القانونية على الوزير والقرار فى يده جاهز للإمضاء، غير أنه - أقصد الموظف المختص - قد انحنى على «أبوالنور» وهمس فى أذنه بأن الفصل فى هذه الحالة سوف يكون تعسفياً! وهنا سحب الوزير القرار من يد الموظف، ثم وضع عليه توقيعه كما يلى: يُفصل فصلاً تعسفياً!! هذه حكاية أهديها إلى الدكتور حازم الببلاوى، رئيس الحكومة، ولابد أنه بفطنته سوف يلتقط المعنى الذى أريد منه أن ينتبه إليه فيها. فالوزير أبوالنور كان يريد شيئاً محدداً، وكان يعرف ما يريده، فذهب إليه من أقصر طريق، ولم يشأ أن يلف أو يدور، وإنما راح يسمى الأشياء بمسماها الحقيقى، ولأنه كان يعرف أن فصل الرجل المشاغب إنما هو فصل تعسفى، فقد وجد عنده الشجاعة الكافية لأن يسمى ما يفعله باسمه تماماً، وأن يصارح من حوله بأنه لا يجد أى حرج فى أن يفعل ما يشاء، مادام مقتنعاً به، ومادام قد وجد صالح الناس فيه وليحدث بعد ذلك ما يحدث. بهذا المنطق بالضبط نريد من الدكتور حازم أن يتصرف، فلا يخاف ولا يتردد ولو للحظة واحدة، فهو على رأس حكومة انتقالية صحيح.. ولكن الأصح من ذلك أن مهمتها - كحكومة - أن «تنقلنا» بحكم اسمها من حال كان موجوداً قبلها إلى حال آخر مختلف اختلافاً كلياً نرغب فيه معها وبعدها. حكومتك يا دكتور حازم تملك تفويضاً مفتوحاً من المصريين كافة، ولابد أنهم يرغبون منها أن تكون على أكبر قدر من الجرأة والجسارة وهى تتخذ أى قرار، وأن تتحدث مع أى طرف خارجى حديث صاحب الحق الواثق من موقفه ثقة كاملة، لا حديث الذى يدافع عن نفسه وكأنه متهم! يا دكتور ببلاوى.. أمامك فرصة لن تتكرر لتدخل التاريخ كرئيس حكومة قوى لا يهاب وهو يمارس عمله شيئاً ولا أحداً، إلا شعبه، فليس هناك حزب معين جاء بك إلى السلطة فتضع له اعتباراً، وإنما جاء بك المصريون جميعاً الذين خرجوا فى 30 يونيو رفضاً لعجز وفشل جماعة إخوانية تصورت أنها امتلكت البلد بمن فيه، ولذلك فأنت يا دكتور ببلاوى ليس لديك شىء وراءك تخشاه أو تقيم له حساباً، ولا تنتظر شيئاً فى المستقبل سوى أن تفارق موقعك حين تفارقه فيقال عنك بصدق إنك حكمت بمنتهى الحسم والقوة والعزم، وإنك لم تتأخر لحظة فى اتخاذ قرار أحسست أن فيه صالح الناس، وأنهم فى حاجة إليه، فلا تبدد فرصتك ولا فرصتنا، واحكم كما ينبغى لك ويليق بنا. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكاية للدكتور ببلاوى حكاية للدكتور ببلاوى



GMT 05:21 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

سوف يكون يوماً فظيعاً

GMT 05:15 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

مِحنُ الهلال الخصيب وفِتَنه

GMT 05:12 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

لا حل في السودان إلا بالعودة إلى «منبر جدة»

GMT 05:07 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

مؤتمر باريس السوداني... رسائل متناقضة

GMT 05:05 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

الهجرات في أوروبا... حول سياسات الاندماج

GMT 05:00 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

الأولوية لا تزال لأهل غزة في محنتهم

GMT 04:59 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

«دقوا الشماسي م الضحى لحد التماسي»

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
  مصر اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 00:48 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

محمد رمضان يتصدر مؤشرات محرك البحث "غوغل"

GMT 23:26 2020 الجمعة ,17 إبريل / نيسان

السنغال تُسجل 21 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 11:27 2020 الإثنين ,02 آذار/ مارس

مجلة دبلوماسية تهدى درع تكريم لسارة السهيل

GMT 12:58 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

خطوات تضمن لكٍ الحصول على بشرة صافية خالية من الشعر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon