توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

استنفد مرات الرسوب!

  مصر اليوم -

استنفد مرات الرسوب

سليمان جودة

عندما وقف الدكتور مرسى يخطب فى أهله وعشيرته، فى استاد القاهرة، انتصاراً لسوريا، فإنه كان أمام فرصة نادرة، لن تواتيه بسهولة مرة أخرى، ليستدرك من خلالها 30 يونيو، وما بعده، ولكنه أضاعها كاملة دون أدنى مبرر، واكتشف المصريون يومها، كما سوف يكون عليهم أن يكتشفوا مرتين بعد ذلك، أنهم أمام رئيس كان فى إمكانه أن يسدد الكرة التى كانت عند قدميه، فى عمق المرمى، فإذا به يسددها، وبجدارة، خارج المرمى تماماً! وإلا.. فما قولك فى رجل يتوعد معارضيه علناً، ويهددهم، ويسخر منهم، ويصفهم بما لا يجوز من رئيس دولة، ولا يليق؟!.. هل هذا رجل، والحال كذلك، يعرف أين يجلس بالضبط، أو يدرك حدود المسؤوليات التى تلقيها على كتفيه طبيعة منصبه؟!.. لو كان الرجل يستوعب واحداً فى المائة، من حدود هذه المسؤوليات، لقال يومها كلاماً آخر، ولكان قد تصرف على نحو مختلف كلياً، ولكان خطابه قد جاء على نقيض ما جاء عليه.. غير أن هذا ما حدث، ووجدنا أنفسنا فى تلك اللحظة، أمام رئيس يرسب فى اختبار مهم، كان عليه أن ينجح فيه، لو أراد، وبيسر! المثير للدهشة حقاً، أنه هو نفسه، كان على موعد بعدها، بأيام، مع اختبار آخر، هو حركة المحافظين الأخيرة، وكأن القدر كان يريد أن يمنحه فرصة ثانية، لعله يصلح فيها ما أفسدته يداه فى الأولى، فإذا به، وبجدارة أيضاً، يرسب فيها بامتياز، وإذا بمحافظ الأقصر - على سبيل المثال - يأتى وكأنه نقطة الماء التى تشير إلى المذاق المر لماء البحر كله.. كان فى مقدور «مرسى»، لو شاء، أن يؤجل حركة المحافظين إياها، عن موعدها الشاذ، الذى جاءت فيه، فإذا كان لابد له أن يجريها، فقد كان أمامه أن يجعلها بمثابة القرار الذى يهدئ من غضب الناس، لا أن يستفزهم إلى حد منع نصف المحافظين الجدد من دخول مكاتبهم على أيدى المواطنين الساخطين، وكان متاحاً أمامه، فى تلك الحركة، أن يقترب من الناس، لا أن يحفر فجوة عميقة بينه وبينهم، فإذا به، يختار الثانية، وإذا به يرسب من جديد، فى اختبار جاءه من السماء! ثم كان خطابه مساء الأربعاء، هو الاختبار الثالث والأخير، قبل 30 يونيو، ولو كان صاحب هذا الخطاب، على ربع إدراك بما أدى إليه إخفاقه فى الاختبارين الأول والثانى من تداعيات كارثية، لكان قد بادر، من تلقاء نفسه، إلى معالجة عواقب فشله فيهما، ولكنه لم يفعل، وراح على مرأى من الدنيا، يصب الزيت على النار، وكأنه طفل يعبث بما بين يديه! لذلك، فالذين يتظاهرون تأييداً له فى رابعة العدوية، تحت شعار خادع، هو الشرعية، إنما هم أقرب ما يكونون إلى من يتشفع لتلميذ استنفد مرات الرسوب، ولم يعد هناك مفر من فصله نهائياً.. إذ لا أمل فيه! نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استنفد مرات الرسوب استنفد مرات الرسوب



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 02:41 2016 الأحد ,15 أيار / مايو

الألوان في الديكور

GMT 15:53 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

إقبال على مشاهدة فيلم "Underwater" فى دور العرض المصرية

GMT 15:43 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

مجلس المصري يغري لاعبيه لتحقيق الفوز على الأهلي

GMT 14:25 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تُوصي بالنوم للتخلّص مِن الدهون الزائدة

GMT 17:44 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يستغل الخلاف بين نجمي باريس سان جيرمان

GMT 03:56 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

عبدالله الشمسي يبتكر تطبيقًا طبيًا لمساعدة المرضى

GMT 14:00 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

أودي تطرح أفخم سياراتها بمظهر أنيق وعصري

GMT 17:49 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

مدير المنتخب الوطني إيهاب لهيطة يؤجل عودته من روسيا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon