توقيت القاهرة المحلي 07:33:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفضل الذى لا ننكره للإخوان!

  مصر اليوم -

الفضل الذى لا ننكره للإخوان

سليمان جودة

فى أيام حسنى مبارك، كان الفساد بمعناه الشائع يكاد ينحصر فى دائرة السلطة، ثم فى دائرة المتصلين بهذه السلطة من كبار القوم، وعندما ضمت حكومة نظيف عدداً من رجال الأعمال، دار كلام مختلف عن فساد جديد، قيل وقتها إنه يمكن أن ينتج عن وجود رجل الأعمال فى موقع السلطة، بكل ما يمكن أن يؤدى إليه زواج من هذا النوع، بين مال من ناحية، وبين سلطة ونفوذ من ناحية أخرى! وكان الفساد الأقل، أو الفساد الصغير، إذا جازت تسميته هكذا، مخفياً إلى الدرجة التى لم يكن أحد يراه، بشكل مباشر، وبالتالى فإن الكلام عنه، والحال هكذا، كان كلاماً عن شىء غير مرئى! وحين جاءت «25 يناير» بشكل عام، ثم حين جاء الإخوان فى الحكم، بشكل خاص، شهدت الأراضى الزراعية ـ مثلاً ـ عددا من جرائم الاعتداء عليها، جهاراً وعلناً يفوق بمراحل كثيرة الجرائم المماثلة، قبل 25 يناير، ولاأزال أذكر إلى الآن كيف أن الرجل المحترم الدكتور سمير فرج، محافظ الأقصر وقتها، كان يصرخ بأعلى صوته مطالباً بحماية أرض الزراعة من اعتداءات مجرمة، كانت تلتهمها يوماً بعد يوم، دون خوف، ولا خجل، بل دون مبرر! وقد كان الأمل، عندما جاء الإخوان إلى الكرسى، أن يتصدوا لمثل هذه الجرائم الصغيرة، إذا جاز التعبير عنها بهذا المسمى، قياساً على جرائم الفساد الكبير، الذى عرفناه قبل 25 يناير.. ولكن ما حدث أن الإخوان، دون سبب مفهوم، قد أغمضوا العين عن الفساد الصغير بحيث إنه شاع لدرجة مخيفة، ومرعبة، وكأنهم كانوا ولايزالون يسعون إلى تحقيق نوع من اشتراكية الفساد، أى أن يكون الفساد موجوداً فى كل ركن! والفساد بالمناسبة ليس من الضرورى أن يكون فى شكله التقليدى، بمعنى أن يسرق «س» من الناس مالاً من خزانة الدولة، أو من المال العام إجمالاً، وإنما الفساد، خصوصاً الصغير منه، يمكن أن يكون فى أشكال مختلفة، وجديدة، ومبتكرة! يكفى أن تذهب إلى منطقة وسط البلد ـ على سبيل المثال ـ لترى بعينيك فوضاها، واحتلال الباعة الجائلين شوارعها، وتعاين عندئذ فساداً صغيراً يسكت عنه الإخوان، ويغضون عنه البصر.. ويكفى أن تحصى عدد المحال، أو الأكشاك التى ملأت الشارع دون ترخيص، ويكفى أن تراقب عدد السيارات التى تعربد فى شوارعنا، دون رخصة، ودون أرقام، وعينى عينك.. ويكفى.. ويكفى لتحزن كما لم تحزن من قبل على بلدك، ثم لتكون على يقين من أن الإخوان لم يقضوا على الفساد، كما كنا نتوقع ونأمل، وإنما هم وياللأسى فعلوا العكس تماماً بأن عمموه فى أنحاء البلاد! نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفضل الذى لا ننكره للإخوان الفضل الذى لا ننكره للإخوان



GMT 05:20 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

في الحنين إلى صدّام

GMT 05:17 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

تذبذب أسعار النفط مع استمرار حروب الشرق الأوسط

GMT 05:14 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

مصر في وسط العاصفة الإقليمية!

GMT 05:12 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

«داعش» في موزمبيق: ضمير غائب في أفريقيا؟!

GMT 05:08 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

دراما عظيمة... لكن من يتجرّأ؟

GMT 05:06 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

الهرم والمهووسون بالشهرة!

GMT 05:02 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

ما بعد الرد الإيراني

GMT 04:59 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

دبة النملة

إطلالات مريحة للأميرة رجوة تناسب مراحل الحمل

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:05 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

«تلايا الليل» تضيء مسرح المجمع الثقافي

GMT 09:21 2019 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

طريقة إعداد وتحضيركيك الأكلير بالشوكولاتة

GMT 12:50 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

إيمري يرفض التفريط في هدف سان جيرمان

GMT 10:35 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

ديكورات مطابخ عصرية باستخدام الخشب مع اللون الأسود

GMT 08:34 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

اليابان تدرس استخدام "الثلج الناري" لحلّ أزمة الطاقة

GMT 16:21 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يؤكّد أن إجراءات التحقيق مع "تشيلسي" مازالت مُستمرة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon