توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جريمتان فى حق «الثقافة»!

  مصر اليوم -

جريمتان فى حق «الثقافة»

سليمان جودة

كان الدكتور عصام شرف، لا أعاد الله أيامه السوداء، حين كان رئيساً للحكومة، قد أرسل محافظاً قبطياً إلى محافظة قنا، فقامت الدنيا ضده هناك، ولم تقعد، إلى الدرجة التى عجز معها المحافظ المسكين عن دخول أرض المحافظة نفسها، فبقى فى القاهرة عدة أشهر، بينما المحافظة بلا محافظ يدير أمرها، إلى أن اختاروا رجلا آخر فى مكانه، وكان الانتظار لعدة أشهر مجرد رغبة فى حفظ ماء وجه الذى جاء بالرجل محافظاً، دون دراسة مسبقة لمدى قبوله، أو عدم قبوله، ثم كان بقاء المحافظة دون مسؤول على رأسها تعبيراً عن عشوائية كاملة ميزت الشهور العجاف التى قضاها «شرف» رئيساً لحكومة فى بلد بحجم مصر! اليوم.. يتكرر المشهد فى وزارة الثقافة، مع فارق مهم للغاية، وهو أنه إذا كان الذين احتجوا ضد محافظ قنا إياه مجرد مجموعة عادية من أبناء المحافظة، فإننا الآن أمام هيئة كاملة من المثقفين، والفنانين، والمبدعين، انتفضت ضد وجود وزير الثقافة الجديد فى منصبه، ووصل الأمر إلى حد اقتحام المعترضين عليه مكتبه نفسه، والاعتصام فى داخله حتى يرحل! المدهش، بل المحزن، أن السلطة التى جاءت بالوزير الجديد تتفرج على ما يجرى، وكأنه لا يعنيها، أو كأنه يجرى فى بلد آخر، أو كأنها ليست طرفاً أصيلاً وفاعلاً فى الموضوع. تتفرج السلطة، بينما الوزير الذى جاء من غفلة من الزمان، يمزق أوصال وزارة الثقافة، ويهدم دار الأوبرا، ويحطم دار الكتب، ويقوض أركان هيئة الكتاب، ويغلق أبواب قطاع الفنون التشكيلية، ويهيل التراب على الوزارة بأكملها، ويضع أنف مصر فى الوحل بما يفعله، ويمارسه، ويواصله! ولابد أن خطورة ما حدث، ويحدث، أن تغول جماعة الإخوان هذه المرة قد مس وتراً حساساً، وعصباً ملتهباً، لأنها كجماعة، لم تتغول على وزارة التموين، أو البيئة، أو الهجرة، أو أى وزارة أخرى تبدو غير مهمة، وإنما تغولت، وتتغول، بحماقة، على وزارة الثقافة، التى تتعامل فى النهاية مع وجدان البلد وعقله! ونحن فى نهاية المطاف أمام جريمتين فى الملف كله، أما الأولى فقد تم ارتكابها، عندما جىء بالرجل إلى الوزارة، دون نظر مسبق فى المسألة، ودون حساب لما سوف يصادفه من قبول أو رفض مطلق كما هو حاصل فى لحظتنا! وأما الجريمة الثانية، كاملة الأركان، فهى التمادى من جانب الذين عينوه، فى استبقائه، رغم أن قطاعات واسعة فى «الثقافة» نفسها، تلفظه، وكأن القصد هو أن يكيدوا للمثقفين، وأن يمحوا الوزارة ككيان من الوجود! نتابع هذا كله فى أسف، وأسى، وألم، بينما الوزير يردد أنه يعتز بأنه شخص مغمور، وهى عبارة لا تليق بوزير ثقافة فى دولة درجة ثالثة! نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جريمتان فى حق «الثقافة» جريمتان فى حق «الثقافة»



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 02:41 2016 الأحد ,15 أيار / مايو

الألوان في الديكور

GMT 15:53 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

إقبال على مشاهدة فيلم "Underwater" فى دور العرض المصرية

GMT 15:43 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

مجلس المصري يغري لاعبيه لتحقيق الفوز على الأهلي

GMT 14:25 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تُوصي بالنوم للتخلّص مِن الدهون الزائدة

GMT 17:44 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يستغل الخلاف بين نجمي باريس سان جيرمان

GMT 03:56 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

عبدالله الشمسي يبتكر تطبيقًا طبيًا لمساعدة المرضى

GMT 14:00 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

أودي تطرح أفخم سياراتها بمظهر أنيق وعصري

GMT 17:49 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

مدير المنتخب الوطني إيهاب لهيطة يؤجل عودته من روسيا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon