توقيت القاهرة المحلي 22:42:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سره فى أضعف خلقه!

  مصر اليوم -

سره فى أضعف خلقه

سليمان جودة

لو أن أبواب السماء مفتوحة الآن، فإن من بين ما سوف أطلبه من الله تعالى أن نخرج من حكايتنا مع الدكتور هشام قنديل بدرس يقول: لا تحكم على أى شخص بالمطلق! وحتى يكون المعنى أوضح، فلابد أن أعود بك إلى عام 1970، عندما تولى الرئيس السادات حكم مصر بعد عبدالناصر.. فوقتها ظل الرجل مثار سخرية من كثيرين، وكان على امتداد الفترة من 1971 إلى أكتوبر 73 محلاً للتندر، و«التريقة»، وإطلاق النكات، وكانوا يرون فيه رجلاً ضعيفاً، لا يصلح لحكم بلد بوزن بلدنا! وحين اتخذ الرجل قراره فى 73، ثم عبر بقواتنا إلى الضفة الشرقية من القناة، وحطم خط بارليف، وتوغل بالقوات فى سيناء، واستعادها كاملة بالحرب مرة، وبالسلام مرة، فإنه صار بطلاً، وحجز لنفسه مكاناً بل مكانة فى أنصع صفحات التاريخ. فما معنى هذا؟!.. معناه أنك يجب ألا تحكم على أحد بمجرد أن تراه، أو بمجرد أن ترى خطوة من خطواته، وإنما يؤخذ الرجل، أى رجل فى سياقه العام، ليرتبط ما قبل عنده بما بعد فى حياته، ثم بما بينهما. طبعاً.. تؤخذ على السادات العظيم أشياء، خصوصاً شيئين أساسيين: أولهما أنه أعاد الإخوان المسلمين إلى الحياة السياسية، وما كان له أن يفعل هذا أبداً، لأننا ندفع ثمن هذه الخطوة منه الآن، وما أفدحه من ثمن، ثم إن الشىء الثانى الذى يؤخذ عليه، أنه لم يستطع أن يعبر بنا اقتصادياً، رغم محاولته العبور بالاقتصاد فى 1977، لولا أن عبوره هذه المرة لم يتم! ولو أنت استعرضت مسيرة «قنديل» معنا، منذ جاء إلى رئاسة الحكومة، فى أغسطس الماضى، فسوف يتبين لك أن سلوك المصريين معه خلال عام تقريباً مضى، يظل أقرب ما يكون إلى سلوك المصريين أنفسهم مع السادات من 71 إلى 73. فلا تكاد تفتح صحيفة، أو تتطلع إلى شاشة، إلا وتصادف فيها من يصف رئيس حكومتنا بأنه ضعيف، وأنه عاجز عن فعل شىء، وأنه يجلس فى غير مكانه، وأنه لا يستأهل منصبه، وأنه.. وأنه.. إلى آخر ما يقال، والذى يشبه إلى حد بعيد ما كان يقال عن السادات فى تلك الفترة.. مع الفارق بين الرجلين بطبيعة الحال. ومع ذلك، فإنه لا أحد يعرف.. فربما يستطيع قنديل أن ينجز قرض الصندوق، ليس لأننا نريد هذا القرض فى حد ذاته، وإنما لأن إتمامه معناه إجراء إصلاح اقتصادى حقيقى عندنا، لنتخلص بموجبه من الاقتصاد الوهمى الخادع، الذى يتغذى على دعم مهدر يذهب بربع الميزانية كاملاً فى كل عام.. أمام الرجل فرصة لن تتكرر، ليعبر بنا اقتصادياً بشكل حقيقى إذا شاء، وعندها فقط، سوف نتعلم ألا نحكم على أحد بالمطلق، وأن الله تعالى قد يضع سره فى أضعف خلقه! نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سره فى أضعف خلقه سره فى أضعف خلقه



GMT 22:42 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

حيرة لجنة التحكيم في (مالمو)

GMT 22:38 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أي ثقافة تتحكم؟

GMT 22:34 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

التضحية بالتقاليد الإنسانية

GMT 22:28 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

لا نريد وزراء خدمات.. نريد وزراء اقتصاد

GMT 22:27 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«عمر خيرت».. أكسجين السعادة

GMT 22:24 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

في انتظار التعديل

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 02:41 2016 الأحد ,15 أيار / مايو

الألوان في الديكور

GMT 15:53 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

إقبال على مشاهدة فيلم "Underwater" فى دور العرض المصرية

GMT 15:43 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

مجلس المصري يغري لاعبيه لتحقيق الفوز على الأهلي

GMT 14:25 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تُوصي بالنوم للتخلّص مِن الدهون الزائدة

GMT 17:44 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يستغل الخلاف بين نجمي باريس سان جيرمان

GMT 03:56 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

عبدالله الشمسي يبتكر تطبيقًا طبيًا لمساعدة المرضى

GMT 14:00 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

أودي تطرح أفخم سياراتها بمظهر أنيق وعصري

GMT 17:49 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

مدير المنتخب الوطني إيهاب لهيطة يؤجل عودته من روسيا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon