توقيت القاهرة المحلي 12:08:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما لم يلتفت إليه «مرسى»!

  مصر اليوم -

ما لم يلتفت إليه «مرسى»

سليمان جودة

من ناحيتى، كنت أشعر طوال فترة ما بعد 25 يناير 2011 أن المعاملة الأفضل التى كان الإخوة الأقباط يأملون أن تتوافر لهم من جانب الدولة بأجهزتها بعد الثورة لم تتحقق، وربما لا أكون مبالغاً إذا قلت إن هذه المعاملة قد ساءت عما كانت عليه أيام الرئيس السابق! وللأمانة يجب أن يقال إن المسلمين والأقباط فى سوء المعاملة هذه كانوا ولا يزالون سواء، غير أن المسألة بالنسبة لأى قبطى تظل أكثر حساسية وألماً، ولا يعنيه كثيراً عندئذ أن يكون سائر إخوته فى الوطن يواجهون ما يواجهه هو بالضبط من إهانة، وإهمال عام، ولامبالاة محزنة فى كل يوم! طاف هذا المعنى فى ذهنى حين قرأت، فى صحف الأمس، نص البيان الصادر عن المجلس الملى، صباح أمس الأول، وفيه يتهم القيادة السياسية بشكل مباشر بأنها كانت مسؤولة ولاتزال عن تداعيات أحداث الخصوص والعباسية الطائفية، وأن سلوكها كسلطة حاكمة تجاه ما جرى لم يكن عند مستوى الحدث، ولا كان يشير إلى أنها راغبة فى أن تطبق صحيح القانون فى البلد على مواطنيه جميعاً دون تفرقة بين أى منهم على أى أساس! وربما تكون هذه هى المرة الأولى التى يخاطب فيها المجلس الملى، وهو ثانى أكبر هيئة داخل الكنيسة المصرية، السلطة الحاكمة فى البلد بهذه اللهجة، فلم يحدث طوال سنوات «مبارك»، رغم ما كان فيها من أذى كثير لحق بأقباط كثيرين، أن خاطبت الكنيسة أو إحدى هيئاتها رئيس البلاد بهذه الطريقة الغاضبة والساخطة معاً! لا أقول هذا بالطبع على سبيل صب الزيت على النار بين الطرفين، ولا أقوله كذلك على سبيل استنكار مستوى اللغة التى تكلم بها المجلس الملى فى بيانه، وإنما أقوله وأنا أرى أن الدولة فى أعلى مستوياتها كانت غائبة ولاتزال، ليس عن الحضور المفترض فى هذا الحدث فقط، وإنما فى غيره أيضاً، وكان غيابها دون عذر واضح، أو مقنع، كما أنى أقوله وأنا أعتقد أن الكنيسة معذورة، وهى ترفع صوتها إلى هذا الحد، فما حصل يبدو مؤسفاً وموجعاً. وإذا كان للدكتور مرسى أن يلتفت إلى شىء مهم فى هذا السياق، فهذا الشىء هو أن حساسية الكنيسة تجاه أى ظلم كان يلحق بها أيام الرئيس السابق لابد أنها مختلفة تماماً عنها الآن، لأن نظام مبارك لم يكن يزعم أنه يحكم بما قال الله، وقال الرسول عليه الصلاة والسلام، ولذلك فالذين يحكمون اليوم تحت هذا الشعار عليهم أن يثبتوا فعلاً أنهم يحكمون به وبمضمونه، وبالتالى يسعون إلى إقرار العدل كقيمة ومبدأ بين المصريين جميعاً، لا أن يقولوا شيئاً ثم يكون الفعل على الأرض عكسه، على طول الخط!! دولة القانون معصوب العينين هى الحل.. ولا حل غيرها! نقلاً عن جريدة " الشروق"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما لم يلتفت إليه «مرسى» ما لم يلتفت إليه «مرسى»



GMT 05:21 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

سوف يكون يوماً فظيعاً

GMT 05:15 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

مِحنُ الهلال الخصيب وفِتَنه

GMT 05:12 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

لا حل في السودان إلا بالعودة إلى «منبر جدة»

GMT 05:07 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

مؤتمر باريس السوداني... رسائل متناقضة

GMT 05:05 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

الهجرات في أوروبا... حول سياسات الاندماج

GMT 05:00 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

الأولوية لا تزال لأهل غزة في محنتهم

GMT 04:59 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

«دقوا الشماسي م الضحى لحد التماسي»

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
  مصر اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 00:48 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

محمد رمضان يتصدر مؤشرات محرك البحث "غوغل"

GMT 23:26 2020 الجمعة ,17 إبريل / نيسان

السنغال تُسجل 21 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 11:27 2020 الإثنين ,02 آذار/ مارس

مجلة دبلوماسية تهدى درع تكريم لسارة السهيل

GMT 12:58 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

خطوات تضمن لكٍ الحصول على بشرة صافية خالية من الشعر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon