توقيت القاهرة المحلي 13:45:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لو تخارج منها الإخوان!

  مصر اليوم -

لو تخارج منها الإخوان

مصر اليوم

  كان الدكتور محمد مرسى قد قال فى خطابه بعد أحداث المقطم، إنه يمكن أن يضحى ببعض الأشخاص فى سبيل إنقاذ الوطن، وإنه يكاد يفعلها! ولم يكشف الرئيس، فى حينه، عن أسماء هؤلاء الأشخاص، ولا عن التيار الذى ينتسبون إليه، ولكنه قالها مهدداً، ثم انصرف كعادته، تاركاً الناس يضربون أخماساً فى أسداس، لتفسير كلامه الغامض، الذى يبدو بلا معنى، فى أحيان، وبمعنى لا يليق برئيس دولة، فى أحيان أخرى! وليس أدل على ذلك من «حديث الأصابع» إياه، الذى بدأه «مرسى» فى القاهرة، ثم كرره فى الدوحة بما أثار، ولايزال يثير، عاصفة من السخرية، والتندر، والاستنكار بين المصريين.. ولو أن أحداً لاحظ ردود فعل بعض القادة العرب، أثناء حديث «مرسى» عن «الأصابع» فى العاصمة القطرية، فسوف يتبين له أن الاستنكار لم يتوقف عند حدود المصريين وحدهم، وأن زعماء عرباً ممن حضروا القمة كانوا فى غاية الاستياء، حين صمم الرئيس على حكاية الأصابع هذه، أمامهم، وقد كانت الكاميرا، وهى تتنقل بين وجوه زعماء القمة، تكشف دون أن تقصد، كيف أن الذهول كان أسبق إلى الوجوه هناك، وهم يسمعون مثل هذا الكلام غير اللائق من رئيس مصر! فإذا عدنا إلى الأشخاص الذين هدد «مرسى» بأنه سوف يضحى بهم من أجل إنقاذ باقى المصريين، فإننا لا نكون مبالغين إذا صارحنا الرئيس، بصدق، بأن أول الذين على الرئيس أن يضحى بهم عدد من قيادات الإخوان، إذا كان هو صادق النية حقاً فى أن يقدم شيئاً لبلده من خلال منصبه! كان الإخوان، قبل 25 يناير، عقبة رئيسية فى سبيل أى تطور ديمقراطى فى البلد، وكان رؤساء مصر، من عام 1952 إلى 2011، كلما طالبهم أحد بأن يمنحوا الشعب فرصة حقيقية لممارسة ديمقراطيته التى يستحقها، ردوا بأن ذلك سوف يؤدى إلى مجىء الإخوان إلى السلطة، وكان الذين يعرفون العواقب الوخيمة لمجىء من هذا النوع يسكتون، وهم يشعرون باليأس والعجز! وحين جاءت 25 يناير، اتضح أن الإخوان بمثل ما كبلوا البلد، بشكل غير مباشر قبلها، فإنهم كبلوه بالدرجة نفسها، وربما بدرجة أعنف، وبشكل مباشر هذه المرة، فيما بعد 25 يناير! وإذا كان رصيد «مرسى» من الإنجاز كرئيس، حتى الآن، إنما هو صفر كبير، فإن هذا راجع إلى أن الإخوان لا يتركونه فى حاله، ولا يريدون له أن يحكم، ولا أن يمارس أياً من اختصاصاته من تلقاء نفسه، دون أن يدركوا أن عواقب فشل كهذا لن تكون على البلد فقط، وإنما ستكون عليهم هم، قبل أى تيار سياسى آخر، وسوف يجدون أنفسهم، فى النهاية، مضطرين إلى دفع الثمن فادحاً! وكنت قد اقترحت ساخراً، صباح أمس، أن يفكر الرئيس فى التخلص من «كام ألف مصرى» بالبيع، مادام هو يبيع لاجئينا من العرب هذه الأيام، وفى مقدمتهم لاجئو ليبيا إلينا، فى مقابل حفنة دولارات.. واليوم، أقترح جاداً أن يتخلص الرئيس من قيادات فى «الجماعة»، إذا أراد نجاحاً له كرئيس، وإنقاذاً لمصر كدولة. ولو أنصفت قيادات «الجماعة» نفسها، لتخارجت من تلقاء ذاتها، من العمل السياسى إلى العمل الدعوى، الذى يبدو أنه عملها الوحيد الذى قد تنجح فيه، وعندئذ سوف تقدم أعظم خدمة لهذا البلد، وسوف تضحى من أجله حقاً. سوف تبقى حركة مصر مكبلة مادام الإخوان يعملون بالسياسة فيها!   نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لو تخارج منها الإخوان لو تخارج منها الإخوان



GMT 04:56 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران

GMT 04:15 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الغضب الساطع آتٍ..

GMT 04:13 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

جبر الخواطر.. وطحنها!

GMT 04:11 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

عامٌ يبدو أنه لن يكون الأخير

GMT 04:05 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الدعم المصري السخي

GMT 04:01 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

للعبادة معنى أشمل

GMT 03:57 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

في الهوا سوا

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:24 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

"الثعابين" تُثير الرعب من جديد في البحيرة

GMT 22:38 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

نادي سموحة يتعاقد مع محمود البدري في صفقة انتقال حر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon