توقيت القاهرة المحلي 08:46:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سيارة توزع سلاحا!

  مصر اليوم -

سيارة توزع سلاحا

سليمان جودة

يبدو أنه سوف يكون على كل مصرى، أن يتحسس رأسه حين يستيقظ كل صباح، ليتأكد فى أيامنا هذه من أن رأسه لايزال على كتفيه، وأن عقله لايزال فى مكانه، فما يجرى حولنا، وما نسمعه، وما نشاهده، وما نتابعه إجمالاً لا يتيح مجالاً لأن يستقر عقل فى رأس! مثلاً.. أذاعت قناة «مصر 25»، المملوكة للإخوان، مساء أمس الأول، خبراً عاجلاً يقول إن سيارة سوداء شوهدت وهى توزع سلاحاً على المتظاهرين أمام مقر الإخوان فى المقطم! لم أصدق عينى، وكنت أبحث عن الخبر نفسه بصيغته هذه فى أى قناة أخرى، فلا أجده، فأعود إلى قناة الإخوان، لأجد أن الخبر لايزال موجوداً على شاشتها بالبنط العريض، وبعرض الشاشة، وباللون الأحمر! ومع الخبر، كان المشهد إياه الذى يتكرر حالياً فى مواقع كثيرة بالبلد، حياً ومباشراً على الشاشة، إذ كانت هناك مجموعات من الشباب يقذفون المقر بالحجارة، وكانت هناك سيارة للشرطة أشعل فيها المتظاهرون النار، وكانت عمليات الكر ثم الفر، التى تابعناها بين البوليس والمتظاهرين حتى الملل، أمام سميراميس وشبرد، قد انتقلت صورة طبق الأصل إلى أعلى جبل المقطم، بما يجعل الواحد منا، على ما يشبه اليقين، ليس فقط فى أن هناك من يدير هذه المناظر فى مواقعها المتنقلة من وراء ستار، ولكنك حين تتابع هذا كله، سوف تكاد تكون على يقين، بأن هناك من يهمه إبقاء مثل هذا المشهد هكذا: حياً.. ومتنقلاً فى أرجاء البلد بين مكان وآخر! أما حكاية السيارة السوداء، فهى أعجوبة من العجائب، التى سوف يسجلها لنا الزمان، لا لشىء، إلا لأن الخبر بمثل هذه الصيغة، يقول - أولاً - إن هناك فى المقطم، ثم فى الدولة، من شاهد السيارة رأى العين، بدليل أنه حدد لونها، ثم إن الخبر يقول - ثانياً - إنها كانت توزع سلاحاً! وأرجو أن ننتبه هنا إلى أنها - ونقولها للمرة الثالثة - كانت توزع سلاحاً.. نعم سلاحاً.. لا خبزاً على الناس!!.. بما كان يستدعى، على الفور، ضبطها من أجل تحديد صاحبها وصاحب سلاحها الذى كان يتم توزيعه على الناس فى العلن، ودون خوف من دولة، ولا من داخلية، ولا من أى سلطة فى البلد! ماذا، إذن، كان مطلوباً منا نحن عندما تابعنا الخبر؟!.. هل كان المطلوب أن ننزل لنضبط السيارة بأنفسنا، عملاً بقصة الضبطية الشعبية السخيفة إياها، أم أن البلد المفروض أن فيه دولة، وسلطات، ورئيساً، ورئيس حكومة، ووزراء معنيين، هذه هى مهمتهم؟! هل يبقى هناك أى معنى لوجود رئيس الدولة، ورئيس حكومته، ووزير داخليته، وجميع مسؤوليه المعنيين فى مواقعهم، إذا كانوا عاجزين، جميعاً عن ضبط سيارة توزع سلاحاً على الناس؟!..  يبدو أن «مرسى» لم يتوقف عند حدود إهانة منصبه، وإنما أهان فكرة الدولة نفسها! نقلاً عن جريدة المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيارة توزع سلاحا سيارة توزع سلاحا



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon