توقيت القاهرة المحلي 13:39:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

على مرسي أن يتجرع هذا السُّم

  مصر اليوم -

على مرسي أن يتجرع هذا السُّم

سليمان جودة

يعرف المتابعون للشأن التركى أن رجب طيب أردوجان، رئيس الحكومة التركية يخوض، منذ فترة، مفاوضات صعبة مع عبدالله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردى، ولم يصل الطرفان إلى شىء محدد، حتى اليوم. أما «أوجلان» فهو محبوس فى إحدى الجزر التركية منذ سنوات، وكان قبل أن يذهب إلى محبسه، يعمل من خلال الحزب على إقامة دولة للأكراد فى جنوب تركيا، وهو ما ترفضه الدولة التركية رفضاً مطلقاً، وتحاول فى المقابل أن تستوعب الرجل، وتستوعب حزبه معه، وتستوعب أكرادها كذلك! وقد كان الأكراد هناك، ولايزالون، شوكة فى خصر الدولة، وهى لا تجد مناسبة لكسر هذه الشوكة، أو إبطال مفعولها إلا وتنتهزها كاملة، لعلها تستريح من صداع مزمن لا يفارقها، بسبب هذه المشكلة الكردية المتوارثة! ومؤخراً، ذهب وفد إلى أوجلان، ودار بينهما حديث، ثم عاد الوفد ليضع ما توصل إليه أمام أردوجان، الذى يطالب طول الوقت، بحل الجناح العسكرى للحزب، تمهيداً للوصول إلى حل. من جانبه، قال أوجلان للوفد الذى لم يكن الأول من نوعه على كل حال، إنه ـ أى أوجلان ـ يطلب حكماً ذاتياً من نوع ما، للأكراد، ويطلب أيضاً أن يكون مبدأ المواطنة مطبقاً كما يجب، بين الأتراك جميعاً، بمن فيهم الأكراد الترك طبعاً، بحيث يتساوى الجميع، دون استثناء فى الحقوق، وفى الواجبات. وعندما أطلعوا أردوجان، على هذين المطلبين، وربما على غيرهما مما لم يتم الإعلان عنه، وكان ذلك فى الأسبوع الماضى، فإن رئيس حكومة تركيا قال عبارة تدل على أنه رئيس حكومة مسؤول، أولاً، ثم تدل ثانياً على أنه جاد فيما يفعل ويقول! قال الرجل: إننى على استعداد لتجرع السم، إذا كان ذلك سوف يؤدى إلى وقف العنف فى بلدى. وبطبيعة الحال، فإن عبارة كهذه ليست جديدة فى مجال السياسة عموماً، فقد قالها الخمينى فى إيران من قبل، عندما كان عليه أن يوقع على اتفاق مع صدام حسين، من أجل وقف إطلاق النار بين البلدين، وهى عبارة تقال فى العادة حين يكون على هذا الزعيم أو ذاك فى أى بلد أن يتخذ ما لا مفر منه من قرارات، تكون فى حد ذاتها بمثابة مسألة حياة أو موت فعلاً بالنسبة لصاحبها! وعندما تأخذ هذا كله، ثم تسقطه على حالنا، يتبين لك منذ الوهلة الأولى، أن الدكتور محمد مرسى فى حاجة إلى أن يتجرع سماً مماثلاً لما أظهر «أردوجان» استعداده التام لأن يتجرعه، لا لشىء إلا لأن الرجل أدرك أن البديل هو استمرار العنف هناك على الأرض التركية! وليس سراً أن هناك أكثر من سم، سوف يكون على «مرسى» أن يتجرعه، إذا أراد حقاً لجماعته بقاء فى الحكم، وإذا أراد لمصر أن تنجو مما تتدحرج إليه، ثم إذا أراد لنفسه أن يبقى فى منصبه! ولكن السُّم الأهم، فى تقديرى، هو أن يخرج مرسى على المصريين ثم يعلن أن جماعة الإخوان منذ اليوم قد انفصلت عنه تماماً، وأنه قد انفصل عنها، وأن من أراد العمل فى مجال الدعوة، فأمامه «الجماعة».. ومن أراد السياسة، فأمامه حزب «الحرية والعدالة» الذى لن تكون له أدنى صلة بعد اليوم بجماعة الإخوان. هذا هو السم الذى على مرسى أن يتجرعه كلاماً فى البداية، ثم من خلال الفعل على الأرض بعد ذلك، ولا أظن أنه يملك الاختيار فيه، فإما أن يتجرعه فيحيا، أو يرفض فيموت سياسياً فى مكانه، وتموت معه جماعته، وليس أمامهما، الرئيس والجماعة، اختيار ثالث! نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على مرسي أن يتجرع هذا السُّم على مرسي أن يتجرع هذا السُّم



GMT 07:55 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

رائحة الديمقراطية!

GMT 07:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

نصرة.. ونعمة.. وصدفة

GMT 07:49 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

صراع النجوم.. ومن (يشيل الليلة)!!

GMT 07:46 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

من حكايا دفتر المحبة.. التى لا تسقط (٤)

GMT 07:42 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الصفحات الصفراء

GMT 03:54 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

عاربون مستعربون: لورانس العرب والصحراء

GMT 03:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

هل من أمل في مفاوضات سودانية؟

GMT 03:47 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

سلِّموا السلاح يَسلم الجنوب!

الملكة رانيا بإطلالات شرقية ساحرة تناسب شهر رمضان

عمان ـ مصر اليوم

GMT 02:02 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

الملكي يتقدم 1-0 قبل نهاية الشوط الأول ضد ألكويانو

GMT 10:15 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

للمرة الثانية أسبوع الموضة في لندن على الإنترنت كلياً

GMT 14:16 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الحكم في طعن مرتضى منصور على حل مجلس الزمالك

GMT 09:20 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

طريقة لتبييض الأسنان ولإزالة الجير دون الذهاب للطبيب

GMT 08:52 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه المصري اليوم السبت

GMT 02:02 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

مصر على أتم الاستعداد لمواجهة أى موجة ثانية لفيروس كورونا

GMT 09:09 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسني يؤكد لو تم علاج ترامب في مصر لكان شفائه أسرع

GMT 14:47 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

أستون فيلا يعلن عن تعاقده مع أغلى صفقة في تاريخه
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon