توقيت القاهرة المحلي 10:36:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

متى يغسل الوزير يديه؟!

  مصر اليوم -

متى يغسل الوزير يديه

سليمان جودة

تتعرض الشرطة، هذه الأيام، لشىء يشبه ما تعرضت له فى 28 يناير 2011، عندما قام مجهولون وقتها بالهجوم على 99 قسماً ومركز بوليس، فى توقيت واحد، وبطريقة واحدة، وبأسلوب واحد أيضاً، وكان معنى هذا، أن ما جرى فى ذلك اليوم لم يكن ابن لحظته، وإنما هو مسألة تم التخطيط لها جيداً، من قبل، وسوف تكشف الأيام، فيما بعد، عن حقيقة الذى خطط، وعن شخصية الذى نفذ! صحيح أن ملف ذلك اليوم، على وجه التحديد، لايزال غامضاً، ولايزال هناك قصد فى إبقائه غامضاً، ولكنه لم يظل هكذا، إلى الأبد، وسوف يأتى يوم قريب، تتكشف فيه الحقيقة كاملة أمام الناس! وعندما يقول اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، فى تصريحاته المنشورة فى الصحف، صباح أمس، إن الشرطة ليست طرفاً فى الصراع السياسى القائم، فيجب عليه أن يسمى على الفور هؤلاء الذين يريدونها طرفاً فى صراع من هذا النوع، وليس له أن يترك تهمة كهذه، عائمة غائمة هكذا، ومعلقة فى رقبة الجميع! على الوزير أن يسميهم، بالاسم إذا استطاع، وحين يفعل هذا، فإنه سوف يحقق هدفين فى وقت واحد: أولهما أنه سوف يخلى مسؤوليته عما يقال إنه شريك فيه منذ جاء إلى منصبه، ويغسل يديه منه، وثانيهما أنه سوف يكشف الذين يعملون ضد جهاز الشرطة، أمام الرأى العام، وعندها سوف يتلقى دعماً شعبياً بلا حدود، وسوف يرى أن كل مواطن سيسانده، ويساند جهازه، ويقف إلى جواره بكل ما يستطيع. ولابد أن كل مصرى قد أحس بطعنة فى صدره، وهو يسمع الوزير يقول: اعتبرونا انكسرنا.. واتصرفوا! هذا كلام لا يقول به وزير داخلية مسؤول، يا سيادة اللواء إبراهيم، فأنت لم تأت إلى منصبك لترفع الراية البيضاء هكذا، عند أول اختبار، ولا لتسلم بسهولة هكذا، عند أول منعطف، فالمفترض أنك مقاتل، وأن رجالك مقاتلون، وأنكم لا تسلمون أبداً بسهولة، وأنكم ملتزمون بأمن البلد، وتعرية كل من يقف فى سبيل تحقيق هذا الهدف، مهما كان الثمن! ماذا يتبقى فى البلد، يا سيادة اللواء، إذا خرجت أنت، لتعلن أنكم انكسرتم، أو أننا يجب أن نفترض أنكم انكسرتم؟!.. إن هذا لو حدث - لا قدر الله فليس من الجائز أن تقوله أبداً، وإلا - فهل تتصور تأثيره معنوياً على ضباطك، وأمنائك، وأفرادك، ثم تأثيره الأخطر على المصريين أنفسهم، عندما يكتشف كل واحد فيهم أن وزير داخلية البلد يتخلى عنه، وينصرف، ويطلب منا أن نتصرف؟! المريب حقاً، أن رئيس الدولة يتفرج، وكأن الأمر لا يعنيه، وقد كان الأمل، ولايزال، أن يخرج فوراً، ثم يعلن أن جهاز الشرطة، إنما هو جهاز أمنى محترف، وأنه جهاز مهنى خالص، لا علاقة له بالسياسة من قريب ولا من بعيد، وأن مطالب أبنائه على رأس أولوياته هو، كرئيس، وأنه سوف يبدأ من اليوم تحقيقها، والاستجابة لها، وفق جدول زمنى يتم إعلانه، حتى تهدأ نفوس أفراد الجهاز جميعاً، ويعود كل فرد فيهم إلى القيام بمهمته تجاه وطنه، وتجاه بلده. كيف غاب عن الرئيس أن المقارنة بين ما يتعرض له الجهاز اليوم، وما كان قد تعرض له يوم 28 يناير، قائمة طول الوقت، وأن هناك من يلمح، إلى أن الفاعل فى الحالتين، واحد! إذا كانت حماية جهاز الأمن لا تعنى رئيس الدولة، كما نرى، فهى تعنى المصريين جميعاً، بالدرجة الأولى، ولذلك، فحماية الجهاز، ومساندته، والدفاع عنه، فرض عين على كل مواطن نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متى يغسل الوزير يديه متى يغسل الوزير يديه



GMT 04:11 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

. وماذا عن حجر رشيد؟!

GMT 04:10 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

استغِلوا «تغطية الجنازات» لإنقاذ المهنة

GMT 04:09 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

«عدّّى النهار والمغربية جايَّه»

GMT 04:06 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

حرب غزة في نادي الجزيرة!

GMT 04:04 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

ليس دفاعًا عن الفراعنة!

GMT 04:02 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الضفة الغربية

GMT 04:00 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

رأس نعمت شفيق

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:33 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة علوش
  مصر اليوم - عمرو يوسف يتحدث عن شِقو يكشف سراً عن كندة علوش

GMT 22:56 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

إيدين دغيكو يصنع التاريخ مع روما

GMT 18:14 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

محمد هاني يتعرض لكدمة قوية في الركبة

GMT 02:04 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

اللقطات الأولى لتصادم 4 سيارات أعلى كوبري أكتوبر

GMT 16:20 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

مقتل 3 مواطنين وإصابة 4آخرين في حادث تصادم في المعادي

GMT 07:05 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أجمل ديناصور في العالم بألوان مثل طائر الطنان

GMT 06:33 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار الحديد في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 21:12 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يعترف بتلقي مؤمن زكريا لعرض إماراتي

GMT 00:34 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النصائح الخاصة بإدخال اللون الذهبي إلى الديكور

GMT 12:51 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد ناجي يمنح محمد الشناوي وعدًا بالانضمام للمنتخب

GMT 14:37 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعدام شنقًا لـ7 من أعضاء خلية "داعش" في مطروح
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon