توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فتش عن الرئيس القدوة

  مصر اليوم -

فتش عن الرئيس القدوة

سليمان جودة

فى مذكراته المهمة، التى صدرت مؤخراً تحت عنوان «شهادتى»، يذكر الوزير أحمد أبوالغيط أنه عندما تولى الخارجية فى عام 2004 اكتشف أن الرئيس «مبارك» زاهد للغاية فى زياراته إلى أفريقيا، وأنه أصبحت عنده «عُقدة» منها منذ تعرض للاغتيال فى طريقه إلى إثيوبيا عام 1995، وإنه منذ تلك اللحظة لم يذهب إلى أى من دول القارة تقريباً، وأن زياراته إلى دول أخرى فى العالم كانت تحكمها إلى حد بعيد عوامل شخصية! وعبثاً، حاول أحمد أبوالغيط أن يحمس الرئيس السابق ليهتم أكثر بأفريقيا، بحكم مصالحنا الحيوية فيها، لكن دون جدوى، وفى إحدى المرات استجاب «مبارك» لتحريض وزير خارجيته، وذهب بالفعل إلى إحدى القمم الأفريقية، لكنه قضى عدة ساعات فقط، ثم عاد فى يومها، بما ترك ما يشبه الاستياء لدى الدولة المضيفة، وكان مثار دهشة باقى رؤساء الدول الحاضرين، وأصاب «أبوالغيط» بالإحباط! كان وزير الخارجية الأسبق، وهو يحمس الرئيس وقتها على زيارة أفريقيا، ثم وهو يتوقف عند هذه القضية فى مذكراته، يريد أن يقول إن الزيارات الرئاسية، بشكل خاص، تترك أثراً إيجابياً فى تلك الدول، وإن زيارات على هذا المستوى مطلوبة طول الوقت إذا كنا نريد حقاً أن نحافظ على علاقات قوية معها، وأن نستعيد ما كان لنا عندها من مكان ومكانة، أو بعضها على الأقل. وفى مطلع التسعينيات كان فؤاد سراج الدين قد كتب مقالاً فى الصفحة الأولى من «الوفد» عنوانه «سفريات السيد الرئيس»، وكان ينتقد بقوة ما كان «مبارك»، فى ذلك الوقت، قد دأب عليه من زيارات متكررة ومتعددة لأوروبا وأمريكا خصوصاً، وهى المسألة التى كانت فى تقدير «سراج الدين» تكلف ميزانية الدولة ما لا تطيق، وكان القصد فى المقال أن الرئيس له بالطبع أن يزور ما يحب من دول العالم، بشرط أن يكون للزيارة فى هذه الحالة عائد حقيقى على البلد، وأن يكون هناك حساب مسبق ودقيق لهذا العائد، وأن يكون المستوى المطلوب للزيارة مستوى رئاسياً بالفعل، فإذا كان رئيس الحكومة - مثلاً - أو أحد وزرائه، يمكن أن يقوم بالمهمة نفسها، وأن يؤدى الغرض من الزيارة، كاملاً، فلماذا تكليف الخزانة العامة ما لا تحتمل، خاصة أن التكلفة فى حالة الرئيس تكاد تفوق الخيال؟! وهكذا، وجدنا أنفسنا أمام تقتير هنا، فى أيام الوزير «أبوالغيط»، ثم وجدنا إسرافاً هناك، فى أيام فؤاد سراج الدين، وكانت مصر، كدولة، هى الخاسرة فى الحالتين: معنوياً وأدبياً فى الأولى.. ومادياً فى الثانية. وفى الأسبوع الماضى جمعنى لقاء مع السفير محمود مصطفى، سفيرنا فى الفلبين، وفهمت من خلال حوار معه أن «أكينو»، رئيس الدولة فى العاصمة «مانيلا»، لا يكاد يغادرها إلا لضرورة قصوى، وإلا لمهمة لا يقدر إلا هو على أدائها، ليس لأنه لا يحب السفر، ولا لأنه يخشى ركوب الطائرة، ولا لأنه سافر كثيراً من قبل، ثم أصابه الزهق، ولا.. ولا.. إلى آخره، إنما لأن ميزانية الرئاسة المضغوطة لا تسعفه، لذلك فهو يرسل نائبه فى حالات كثيرة، أو مَنْ يراه قادراً على إنجاز المهمة المطلوبة، ويعكف هو على ما يجب أن يواجهه بنفسه من مشاكل بلده! نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فتش عن الرئيس القدوة فتش عن الرئيس القدوة



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon