توقيت القاهرة المحلي 06:13:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السماء تعاقب المصريين

  مصر اليوم -

السماء تعاقب المصريين

سليمان جودة

نشرت صحيفة «الاتحاد» المغربية كاريكاتيراً فى صدر صفحتها الأولى، يوم الأربعاء الماضى، يصور رجلاً مغربياً راح يبحث عن هدية لامرأته فى عيد الحب، فلم يجد أفضل من أنبوبة بوتاجاز ملفوفة فى «فيونكة»، لعل زوجته ترضى! ولم يكن للكاريكاتير معنى إلا أن أزمة البوتاجاز قد وصلت عندهم إلى مدى صعب، كما هى عندنا بالضبط، ثم كان هناك معنى آخر عندى، وهو أن الهموم بين البلدين تقريباً واحدة، ولكن يبقى الفرق بين حكومة مسؤولة هناك، وحكومة عندنا يبدو من أدائها العام وكأنها لا تعرف معنى أن تكون مسؤولة أمام مواطنيها! أكثر من هذا، فإنى قرأت فى صحيفة مغربية أخرى، أن 34٪ من المغاربة يكملون الشهر بالاقتراض، وهو ما يعنى من جديد أن الأزمة الاقتصادية تطال الجميع فى بلاد العرب، وبنسب متفاوتة طبعاً، غير أن طريقة التعامل معها، من جانب الحكومة، تظل هى الفصيل. وحين كنت هناك الأسبوع الماضى، فإننى كنت أسأل نفسى دائماً عن الفارق الأساسى بين حكومة فى الرباط وحكومة فى القاهرة، وكنت أسأل نفسى أكثر عن السبب الذى يجعل شوارع القاهرة والمحافظات لا تخلو فى أى يوم من المظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات على العكس تماماً من شوارع العاصمة المغربية، وأقاليم المغرب كلها، رغم أن المشاكل هى هى تقريباً، ورغم أن الضغوط على المواطن هنا هى نفسها هناك، ورغم أن المعاناة لا تختلف كثيراً بين مواطن محدود الدخل على أرضنا ومثيله لديهم! الفارق سألت عنه، فوجدت أنه يتركز بالأساس فى رئيس حكومة مغربى اسمه عبدالإله بن كيران، وهو رجل يعرف أن معاناة مواطنيه وصلت حدوداً هائلة، وأن هؤلاء المواطنين رغم ذلك مستعدون لأن يتحملوا إذا صارحهم المسؤول بحقيقة الوضع، ثم إذا أحسوا بأن عنده «برنامجاً» جاهزاً، لحل مشاكلهم، بحيث يبدو الحل قريباً، وعملياً، وممكنا. وليس أدل على ذلك من أن «بن كيران» أحس منذ شهور بأن عجز موازنته العامة لن يتراجع إلا برفع أسعار بعض مواد الطاقة، ومن بينها البنزين، فحمل أوراقه وظهر فى التليفزيون، وخاطب المغاربة، وصارحهم بأنه لا يجد حلاً آخر، وأنه لا بديل أمامه، وأنه يعدهم بأن تكون الأحوال أفضل فى خلال عام، أو عامين، وأنه كان يتمنى ألا يلجأ إلى رفع أسعار الطاقة عليهم، ولكنه مضطر ويرجو منهم أن يقفوا معه، وأن يدعموه، لأنه يفعل هذا من أجلهم، ومن أجل ألا يجد نفسه مرغماً على مد يديه إلى صندوق النقد الدولى، أو أى جهة أخرى تقرضه! سمعت من مسؤول مغربى أن إحدى قريباته بكت حين شاهدت رئيس الحكومة وهو يتحدث لا لشىء إلا لأنها استشعرت الصدق فى كلامه! فما معنى هذا كله؟!.. معناه أن الذين يخرجون فى شوارعنا بالآلاف محتجين يلجأون إلى ذلك لأنهم لا يجدون أحداً من مسؤولينا يتكلم معهم ويضعهم أمام حقائق غائبة عنهم، ولو أنهم صادفوا مسؤولاً من هذا النوع، لكان فى إمكانهم أن يتفهموا وأن يتحملوا وأن ينتظروا بشرط أن ينتظروا أملاً حقيقياً سوف يتحقق على يدى المسؤول نفسه، وليس سراباً كلما اقتربوا منه خطوة ابتعد هو خطوتين! أزمتنا فى مسؤولينا قبل أن تكون فى مواطنينا، وحين يتأمل المرء طريقة أداء الذين يحكمون البلد، هذه الأيام، ثم يقارن بينهم وبين مسؤولين فى بلاد حولنا يكاد يترسخ لديه يقين بأنهم عقاب للبلد من السماء! نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السماء تعاقب المصريين السماء تعاقب المصريين



GMT 03:13 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

تواصل جاهلي

GMT 03:10 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

«عاشوراء» إيرانية في سماء إسرائيل

GMT 03:04 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

الحلّاق الإيراني ورقبة السلطان

GMT 02:57 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

هل تمنع أميركا حرباً إقليمية؟

GMT 02:54 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل ونهاية اللعبة الخطرة

GMT 02:52 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

مَن صاحب هوية القاهرة البصرية؟

GMT 02:47 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

كتاب لم يتم

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon