توقيت القاهرة المحلي 09:59:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ساعدوهم.. ولا تلاحقوهم!

  مصر اليوم -

ساعدوهم ولا تلاحقوهم

سليمان جودة

لسنا أول دولة يتعثر مستثمروها، ولسنا أول دولة تواجه هذه الأزمة الاقتصادية المستحكمة، التى نواجهها فى الوقت الحالى، ولسنا كذلك الدولة الأولى التى يصل فيها عدد العاطلين عن العمل إلى هذا الحد المخيف، فالدول التى سبقتنا على الطريق ذاته، كثيرة، وبامتداد الأرض، غير أننا - حين تتأمل أنت طبيعة ما يجرى حولك - نظل الدولة الأولى التى تتعامل مع أصحاب الأعمال فيها بطريقة تؤدى إلى توقفهم عن العمل وخروجهم من السوق، لا إلى إقالتهم من عثرتهم، أو انتشالهم مما يمكن أن يصل إليه بعضهم، عن غير قصد، حين تحاصره الأزمات من كل اتجاه! حدث من قبل أن أوشك الملياردير الأمريكى «دونالد ترامب» على الإفلاس، وحدث أن «جنرال موتورز» كادت تختفى من الوجود بسبب عقبات كانت فى طريقها، وحدث أن «فورد» كادت تصبح مجرد ذكرى.. وحدث.. وحدث.. لكن الحكومة هناك كانت تعرف أن إفلاس شركة معناه أن الاقتصاد الوطنى سوف يدفع الثمن من جسده، ومن كيانه، قبل أن يدفعه صاحب الشركة نفسه، أو يدفعه الذين سوف يتعطلون عن العمل، بسبب غياب الشركة عن حركة الأسواق، لذلك فإن الحكومة تكون أسبق الجميع إلى مساندة أى شركة من هذا النوع، حتى تقف على قدميها، وتكون الحكومة أيضاً أول من يمد يديه إلى أى صاحب عمل يواجه أزمات تهدده، وتكون، للمرة الثالثة، أول من يدعم الذين يعانون من أصحاب الأعمال، وأول من يقف وراء الشركات الكبيرة، التى يمثل غيابها عبئاً مضافاً على اقتصاد البلد، قبل أن يكون خسارة لأصحابها، لهذا السبب واصل «ترامب» عمله، وعاشت «جنرال موتورز»، واستمرت «فورد»، وهكذا.. وهكذا! عندنا، يبدو الوضع مختلفاً كل الاختلاف، وتشعر وأنت تتابع ما يدور فى البلد، على المستوى الاقتصادى بشكل خاص، أن الحكومة تتمنى أن تفلس الشركات، وأن يسقط أصحاب الأعمال، وليس أدل على ذلك من أننا لم نسمع يوماً عن أن الحكومة سارعت من تلقاء نفسها إلى مد يد العون لصاحب العمل الفلانى الذى يعانى، أو المستثمر العلانى الذى أغرقته أوضاع الاقتصاد العامة فى ديون، لم يكن له ذنب فيها! لم نسمع هذا، بل سمعنا أن البنوك التى قد تكون دائنة لواحد من هؤلاء، إنما تواصل حصاره، ومطاردته، وكأنها تريد القضاء عليه، بدلاً من أن تدفعه إلى أن يستجمع قواه، ويعود بشكل طبيعى إلى سوق العمل! لا أقصد مستثمراً بعينه، ولا أشير إلى صاحب عمل محدد بالاسم، إنما أريد أن أنبه إلى أن إفلاس واحد، إذا أضيف إلى إفلاس آخر، ثم ثالث، فإنه يصبح إفلاساً عاماً. كما أن رواجاً إذا أضيف إلى رواج، ثم إلى رواج ثالث، على مستوى الأشخاص، فإنه يتحول فى النهاية، وتجرى ترجمته، إلى رواج عام يستشعره الناس فى حياتهم، ويلمسون أثره فى أحوالهم! عندنا وزارة عليها لافتة كبيرة تقول بأن اسمها هو «وزارة الاستثمار»، وهو مسمى ينطق بأن مهمتها الأولى تعويم المستثمر الذى يواجه مشاكل، لا إغراقه، والأخذ بيده، لا إبعاده عن المسار الصحيح، وأظن أن وزيرها أسامة صالح يعمل من أجل الاستثمار، لا ضده، طوال الوقت، لكن من المهم أن يرى المصريون حصيلة عملهم حاضرة فى مثل هذه الحالات التى يحتاج أصحابها إلى إنقاذ عاجل، ويتلفتون حولهم بحثاً عن منقذ، دون فائدة! لا تكونوا عوناً للظروف القاسية على المستثمر، أو صاحب العمل، وبادروا إلى إسعافه، وضخ الدماء فى عروقه، لأن الاقتصاد الوطنى القوى ليس إلا مجموعة من أصحاب العمل الأقوياء، ولا تستخسروا فيهم المساعدة الواجبة، فنصبح إزاء وزارة «استخسار».. لا «استثمار»! نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ساعدوهم ولا تلاحقوهم ساعدوهم ولا تلاحقوهم



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon