توقيت القاهرة المحلي 11:30:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«شهر حرام» لإنقاذ أنفسنا

  مصر اليوم -

«شهر حرام» لإنقاذ أنفسنا

سليمان جودة

ليس مطلوباً منا، الآن، إلا أن نفتح آذاننا على آخرها، ونحملق بأعيننا، على أقصاها، لنسمع ونرى، ثم ندرك، أن الضرر الذى لحق بالسياحة بسبب تداعيات الثورة، منذ قامت، كوم، وأن الضرر الذى لحق بها، بعد محاولات اقتحام فندق سميراميس، فى الأحداث الأخيرة، كوم آخر تماماً! لقد بلغ الضرر حداً يقال معه، هذه الأيام، إن شركة «إنتركونتيننتال» التى تدير الفندق، والمتخصصة عالمياً فى إدارة الفنادق المماثلة، تفكر جدياً فى ترك إدارته، هذا إن لم تكن قد تركته فعلاً، فى أثناء كتابة هذه السطور، ولن يستطيع أحد، عندئذ، أن يلومها، ولا أن يثنيها عن قرارها، وسوف يخجل أى واحد من نفسه، إذا فكر فى مطالبة الشركة بالتراجع، لا لشىء إلا لأن ما تعرض له الفندق لا يقره دين، ولا عرف، ولا شريعة، ولا قانون! أن يصل الأمر إلى درجة تكسير واجهة الفندق بكاملها، وسرقة محتويات مداخله، وتحطيم صالات استقباله، ومحالها وتخريب ماكينات البنوك الملحقة به، والفرار بكل ما يمكن نقله أو حمله، فإن أى بنى آدم عنده بقايا عقل فى رأسه، لابد أن يتساءل فى ألم وحزن بالغين، عما إذا كان هذا كله، له أدنى علاقة بالثورة، والاحتفال بمرور عامين عليها، أم أنه لا علاقة له مطلقاً، بالثورة، ولا بالثوار! حين تهاجم واحداً من أهم فنادق العاصمة، إن لم يكن أهمها، بهذه الطريقة الهمجية، وحين يفر السياح منك، ويلوذ كل واحد منهم بغرفته، مستغيثاً، وحين يتحول مدخل الفندق الفسيح، إلى خرابة ممتدة، كما بدا فى صور الواقعة، فأنت، فى حقيقة الأمر، أمام بلطجى قام بمثل هذا الفعل المشين، ولسنا أمام ثائر، ولا أمام ثورة، ولا نحن إزاء احتفال بها على أى صورة! من أجل هذا كله، فإن المطلوب فى هذه اللحظة، بل فى هذه الثانية، وبسرعة لا تعرف التردد ولا الانتظار، أن يأخذ الأطراف جميعاً هدنة من التظاهر، ومن الدعوة إليه، حتى يستطيع البلد، أولاً، أن يلتقط أنفاسه، وحتى تستطيع الداخلية، ثانياً، وهذا هو الأهم، أن تنقى الشارع من هؤلاء الذين يندسون فى كل مناسبة ثورية، ويحققون أهدافاً فوضوية، لا علاقة لها بالثورة، لا من قريب، ولا من بعيد. هدنة كهذه مطلوبة الآن، وبسرعة، ولتكن لمدة شهر مثلاً، بحيث يعلن الثوار، الذين هم أصحاب الثورة الحقيقيون، أنهم لن يخرجوا خلال هذا الشهر إلى أى شارع، ولا أى ميدان، ولن يدعوا إلى مظاهرة من أى نوع، طوال هذه الثلاثين يوماً. وسوف يكون مطلوباً من جبهة الإنقاذ، أن تأخذ بالفكرة ذاتها، وأن تعلن بوضوح كامل، أنها ترجئ الدعوة إلى أى تظاهرات أو تجمعات، طوال شهر كامل، وساعتها سوف يشعر كل الذين يستغلون مثل هذه الدعوات، لممارسة البلطجة دون رادع، أنهم عرايا، وأن هناك من يسعى لفرزهم عن غيرهم، وأن هناك عيناً من الأمن تتعقبهم، وتلاحقهم، وتطاردهم. وسوف نطلب من الإخوان، خصوصاً، ومن التيار الإسلامى عموماً، أن يساند هذه الفكرة، وأن يدعمها، وأن يساهم مع الثوار، ومع جبهة الإنقاذ، فى إنجاحها، وأن يلتزم الجميع، بهذا «الشهر الحرام» إذا جازت تسميته بهذا الاسم، لعلنا وقتها، ننجح فى محاصرة هؤلاء الذين أدمنوا استغلال الثورة، منذ قامت، أبشع استغلال يمكن أن يتعرض له حدث جليل كثورتنا! أيها الثوار الأطهار.. أيها القادة الكبار فى جبهة الإنقاذ.. أيها الإخوان.. أيها الرجال فى التيار الإسلامى بكل تنويعاته، اجلسوا معاً، وتوافقوا وحددوا بداية هذا الشهر الحرام، ونهايته، وأعطوا البلد فرصة يتنفس، وأعطوا الداخلية فرصة تعرف عدوها من صديقها، أياً كان اسم الوزير الجالس على قمتها.. أعطوه فرصة ليلاحق هؤلاء الذين سلبوا الناس نعمة الإحساس بالأمان.. أعطوه فرصة ليسترد الثورة من أيدى هؤلاء الذين يختطفونها فى كل مناسبة، ويمارسون تحت ستارها فوضوية لا يرضاها عاقل، ولا يقرها ضمير.. وليكن غداً، وليس بعد غد، هو بداية هذا الشهر الحرام، لأجل صالح هذا الوطن. نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«شهر حرام» لإنقاذ أنفسنا «شهر حرام» لإنقاذ أنفسنا



GMT 07:55 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

رائحة الديمقراطية!

GMT 07:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

نصرة.. ونعمة.. وصدفة

GMT 07:49 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

صراع النجوم.. ومن (يشيل الليلة)!!

GMT 07:46 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

من حكايا دفتر المحبة.. التى لا تسقط (٤)

GMT 07:42 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الصفحات الصفراء

GMT 03:54 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

عاربون مستعربون: لورانس العرب والصحراء

GMT 03:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

هل من أمل في مفاوضات سودانية؟

GMT 03:47 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

سلِّموا السلاح يَسلم الجنوب!

الملكة رانيا بإطلالات شرقية ساحرة تناسب شهر رمضان

عمان ـ مصر اليوم

GMT 02:02 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

الملكي يتقدم 1-0 قبل نهاية الشوط الأول ضد ألكويانو

GMT 10:15 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

للمرة الثانية أسبوع الموضة في لندن على الإنترنت كلياً

GMT 14:16 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الحكم في طعن مرتضى منصور على حل مجلس الزمالك

GMT 09:20 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

طريقة لتبييض الأسنان ولإزالة الجير دون الذهاب للطبيب

GMT 08:52 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه المصري اليوم السبت

GMT 02:02 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

مصر على أتم الاستعداد لمواجهة أى موجة ثانية لفيروس كورونا

GMT 09:09 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسني يؤكد لو تم علاج ترامب في مصر لكان شفائه أسرع

GMT 14:47 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

أستون فيلا يعلن عن تعاقده مع أغلى صفقة في تاريخه
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon