توقيت القاهرة المحلي 10:41:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثورة بـ«كابينة»!

  مصر اليوم -

ثورة بـ«كابينة»

سليمان جودة

نفى منير فخرى عبدالنور، وزير السياحة السابق، فى «المصرى اليوم» أمس، وفى «الوفد» أمس الأول، أن يكون قد تم منعه من السفر، أو من التصرف فى أمواله. وكانت الصحف القومية قد نشرت، صباح الخميس، خبراً بصيغة واحدة، منسوباً إلى النائب العام، وهو خبر قال فى تفاصيله المنشورة إن قراراً صدر بمنع «عبدالنور» مع وزراء سابقين آخرين للسياحة، من بينهم فؤاد سلطان، من السفر، ومن التصرف فى أموالهم! ولا يمكن - عقلاً - أن تنشر صحف قومية ثلاث خبراً كهذا، منسوباً إلى النائب العام شخصياً، دون أن يكون صحيحاً، كما أنك حين تطالع تفاصيل المادة المنشورة، تكتشف أن السبب فى المنع من السفر، ومن التصرف فى الأموال، غامض للغاية، ولكنك بعد أن تقرأ الخبر مرة ثانية، وربما ثالثة، لتحاول فهمه، سوف يتبين لك، بعد جهد كبير، أن السبب ربما يتعلق بكابينة أو أكثر على شاطئ الإسكندرية، كان قد تم منحها لبعض رموز النظام السابق عن غير حق. وإذا كان «عبدالنور» يقول فى نفيه إنه كان وزيراً حين كان هؤلاء الرموز جميعاً فى السجن، بعد الثورة، وبالتالى فليس من المعقول، ولا من المنطقى أن يكون قد منحهم كبائن وهم وراء القضبان، فهو يعرف جيداً أنه يعيش معنا فى بلد لا عقل فيه ولا منطق، من أى نوع، ولذلك، فإنه يجوز، حسب اللامنطق، واللاعقل، أن يكون فعلاً قد منح رموز نظام مبارك كبائن فى الإسكندرية أثناء وجودهم فى محبسهم.. يجوز فعلاً!! إننا جميعاً نعرف أن منير فخرى عبدالنور كان قد رفض تماماً الاستمرار فى منصبه الوزارى، مع مجىء هشام قنديل رئيساً للحكومة، فى أول أغسطس الماضى، رغم محاولات كثيرة لإثنائه عن رفضه فى حينه، ولكنه، ببصيرة مبكرة لديه، أدرك أنه لن يستطيع أن يعمل فى حكومة هذا هو حالها الذى تراه بعينيك، وهذا هو ضعفها الذى يتبدى لنا، يوماً بعد يوم، ولابد أنه أيضاً، كوزير سياحة قضى فى وزارته 18 شهراً، قد أيقن أنه لا أمل فى سياحة حية وحقيقية مع نظام حكم هذا هو تفكيره، الذى لاحت معالمه مسبقاً، وهذا هو عقله المشوَّش، وهذا هو ضميره الغائب! من أجل هذا كله، اعتذر الرجل، وكان فى مقدوره أن يكون وزيراً للسياحة الآن، ولسنوات قادمة، لو أراد، ولكنه تربى فى «بيت عبدالنور» فى سوهاج، الذى يعرف عقلاء هذا الوطن أنه بيت قام على الأصول، وأخرج أجيالاً وراء أجيال، تؤمن بأن مصلحة هذا الوطن، كقيمة، يتعين أن توضع فوق كل ما عداها، وأغلب الظن أن هذه القيمة فى حد ذاتها كانت أمام عينى «عبدالنور» وهو يتمسك باعتذاره عن عدم الاستمرار فى منصب يلهث كثيرون فى سبيل الوصول إليه، فضلاً عن البقاء فيه! رجل كهذا.. ترك الذين نفترض أنهم قائمون على الثورة، أهدافها وتفرغوا لملاحقته على كابينة وهمية، كما كانوا من قبل قد تركوا الأهداف العظيمة الثلاثة ذاتها، ثم قرروا ملاحقة رجال آخرين على «حزام جلد» حصل عليه أحدهم هدية من الأهرام، تارة، ثم على حافظة نقود، حصل عليها آخر، من الأهرام أيضاً، تارة أخرى! سوف أفترض مجرد افتراض أن «عبدالنور» قد منح بعض رموز نظام مبارك كابينة أو حتى كبائن، فى الإسكندرية، رغم أنها حكاية مستحيلة، ولكننا سوف نفترضها، وسوف نفترض معها أيضاً أن يكون هؤلاء الرموز قد حصلوا فعلاً، على زجاجات عطر، كهدية، مرة، ثم على أحزمة جلدية، مرات أخرى! سوف نفترض هذا كله، ونفترض صحته، ليتضح لنا، فى النهاية، أن ثورة يناير المجيدة قد تجاهلت محاسبة النظام السابق، على العشوائيات التى شاعت، وعلى التعليم الذى تدنى، وعلى الصحة التى تدهورت، وعلى.. وعلى.. وحولت شعارها - بالتالى - من «عيش، حرية، عدالة اجتماعية» إلى: زجاجة عطر، كابينة، أحزمة جلدية!.. فيا لها من ثورة هانت فى نظر الذين يقومون على تحقيق أهدافها الآن! نقلاً عن جريدة "المصري اليوم " .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثورة بـ«كابينة» ثورة بـ«كابينة»



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon