توقيت القاهرة المحلي 11:43:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

احموا «مالك» من «طُرة»

  مصر اليوم -

احموا «مالك» من «طُرة»

سليمان جودة

قبل أيام، كان حسن مالك، رجل الأعمال الإخوانى، قد اختار لندن ليوجه منها دعوة إلى المصالحة مع رجال الأعمال الموجودين هناك، وقد كان الرجل متحمساً لدعوته، إلى الدرجة التى جعلته يبدى رغبته فى عودة بعض هؤلاء الموجودين فى العاصمة البريطانية على طائرته نفسها! ولابد أن كثيرين ممن يعنيهم الأمر، بين رجال الأعمال، قد أحسوا بنوع من الطمأنينة، يوم إطلاق دعوته، ولابد أيضاً أنهم قد وجدوا فيها بداية ممتازة، نحو مصالحة شاملة، وحقيقية، تأخرت طويلاً وآن لها أن تتحقق فلا تتأخر لحظة واحدة! لابد.. ولكن اللافت للانتباه فى المسألة كلها، أن دعوة الرجل جاءت ـ أولاً ـ بشكل عابر، أثناء مشاركته فى مؤتمر اقتصادى كان منعقداً فى عاصمة الضباب، وأنها كدعوة لم تأت ـ ثانياً ـ من جانب الدولة، التى من المفترض فيها، أن هذا الموضوع يهمها، بل ويؤرقها، من أجل إنقاذ اقتصاد بلد تتهاوى أركانه! صحيح أن حسن مالك، مقرب من رئيس الدولة، وصحيح أنه إخوانى فى عقيدته السياسية، وصحيح أنه يصاحب الدكتور مرسى فى أغلب رحلاته الخارجية، إن لم يكن فيها كلها، وصحيح.. وصحيح.. إلى آخره.. ولكن يجب ألا ننسى عند الضرورة، وفى لحظة جد كهذه أن حسن مالك مجرد رجل أعمال، دون أن يكون فى هذا بالطبع تقليل من قدره، فالقصد أنه ليس صاحب سلطة رسمية فى الدولة، وليس شاغلاً لمنصب رسمى حقيقى، بحيث يأتى الكلام الذى يخرج عنه فى قضية حيوية كهذه معبراً عن «توجه» عام لدى بلد بكامل سلطته، لا أن يأتى على لسان رجل أعمال فقط، حتى ولو كان رجل الأعمال هذا فى حجم حسن مالك، وحتى ولو كان الرجل يرأس جمعية «ابدأ» الشهيرة للأعمال! مجمل القول، أنى أشعر أن الذين سمعوا دعوته، ثم اهتزوا لها إعجاباً، وتقديراً، قد أحسوا فى الوقت نفسه، بأنها دعوة شخصية لا دعوة عامة رسمية، وأحسوا بأن مصالحة كهذه، لو كتب الله لها أن تتم، سوف تكون مصالحة بين أفراد من رجال الأعمال، وبين «مالك» ذاته، وبالتالى فمن الممكن جداً فى مثل هذه الحالة أن تكون موضوعاً لكلام كثير يقال فى حقه ولا يليق، بل ومن الممكن أن يكتشف صاحب الدعوة فى غاية المطاف أنه «متهم» بسبب دعوته، رغم حسن نواياه، ومن الجائز إذا سعى هو للتصالح بين «فلان» من رجال الأعمال، أو «علان» وبين الدولة، أن يطلع له واحد من تحت الأرض، ثم يسأله دون خجل: مقابل ماذا تصالحت مع «فلان» أو «علان»؟!.. ولماذا سعيت لتصالح «هذا» على الدولة، ولم تصالح «ذاك».. وهكذا.. وهكذا! والمعنى، أن «مالك» مشكور جداً على دعوته، ويجب أن تحسب له طول الوقت، لا عليه، غير أنها إذا كانت كدعوة مجردة، شيئاً إيجابياً للغاية، وشيئاً مهماً، فالأهم منها أن تأتى من الدولة الرسمية، وأن يجرى إطلاقها اليوم، وليس غداً، فى إطار قواعد واضحة، ومعلنة، تلتزم بها النيابة، وتتم إجراءاتها فى المحاكم الاقتصادية وحدها وفى النور، وليس فى الغرف المغلقة! إتمامها بهذا الشكل يضمن لها النجاح أولاً، ويحمى حسن مالك نفسه من أن يصبح فى لحظة ما وبقدرة قادر متهماً، بل وربما مقاداً إلى «طرة» مع الذين صالحهم، لا لشىء، إلا لأن القواعد لم تكن واضحة، والأصول لم تكن مرعية، منذ البداية! احموا حسن مالك.. وقننوا دعوته سريعاً، دون انتظار، فأوضاع البلد اقتصادياً لا تحتمل ترف الانتظار أبداً! نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

احموا «مالك» من «طُرة» احموا «مالك» من «طُرة»



GMT 03:53 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الأهرامات مقبرة «الرابرز»!!

GMT 03:51 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الشعوب «المختارة»

GMT 03:49 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

اللاجئون إلى رواندا عبر بريطانيا

GMT 03:48 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

المقاومة الشعبية والمسلحة

GMT 03:38 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

خطر تحت أقدامنا

GMT 03:35 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عصر الكبار!

GMT 03:33 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بشارة يخترع نفسه في (مالمو)

GMT 03:30 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الغواية وصعوبة الرفض!

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 06:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يقضي على التهاب المفاصل بأطعمة متوافرة

GMT 03:14 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تنتقد التبذير في جهاز العرائس

GMT 14:30 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

"مايكروسوفت" تؤجل إعادة فتح مكاتبها بالكامل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon