توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اسمعوا هذه النكتة الموجعة!

  مصر اليوم -

اسمعوا هذه النكتة الموجعة

سليمان جودة

كما ترى، فإن الضجة حول حادث قطار البدرشين تهدأ يوماً بعد يوم، ولابد أن هدوءها ليس معناه أننا بالضرورة ذاهبون إلى حل المشكلة من جذورها، لأن الشواهد أمام أعيننا تقول إننا، بحالتنا هذه فى انتظار حادث آخر، بالقسوة نفسها على ضحاياه، أو أشد! وأنت لا تعرف على وجه الدقة، إلى الآن، السبب الحقيقى لهذا التكرار المأساوى لحوادث هيئة السكك الحديدية، ولا تعرف، بالضبط، ما إذا كان السبب هو عجز إدارة الهيئة، أو بمعنى أدق إداراتها المتعاقبة، عن استخدام مواردها بشكل جيد، أم أنه لا موارد كافية أصلاً، وبالتالى فالحل فى انتظار أن تتوافر الموارد؟!!.. لا تعرف! إذا كان الاحتمال الأول هو القائم، فإن هذا معناه أننا لا ينقصنا إلا المجىء بإدارة للهيئة من خارج البلد، لأن الإدارات التى تعاقبت على السكة الحديد، خلال السنوات القليلة الماضية، تكاد تكون بعدد ركاب قطاراتها، ومع ذلك، فلا حل يرحم الغلابة من السقوط ضحايا لموت بلا ثمن! وإذا كان الاحتمال الثانى هو القائم، وإذا كانت الهيئة تعانى فعلاً من عجز فى مواردها، فليس لهذا معنى إلا أننا، فيما يخص الإنفاق العام فى البلد، سفهاء بامتياز! لماذا؟!.. لأن دول العالم كله، إلا نحن طبعاً، تعرف أن كل مواطن لا غنى له عن استهلاك الطاقة فى حياته اليومية، أياً كانت الطريقة التى سوف يستهلك بها نصيبه من طاقة بلده، ولهذا السبب فإن كل دولة تستغل هذه الحاجة إلى الطاقة لدى مواطنيها، على أعلى ما يكون الاستغلال، لصالحهم هم كمواطنين بطبيعة الحال، لا لصالحها هى كدولة، أو كإدارة عامة للبلد، فتفرض ضرائبها، وتضع رسومها، لتباع الطاقة بسعرها للمقتدر من المواطنين، وعندئذ يتوفر عندها العائد الكافى، الذى يجعل أى رحلة بالقطار، فى أى دولة من تلك الدول، متعة من المتع.. إلا عندنا، فهى قطعة من العذاب تنتهى فى أحيان كثيرة بمأساة من نوع البدرشين، أو العياط، أو منفلوط.. أو.. أو إلى آخر مسميات كوارث السكة الحديد على أرضنا. توضيحاً لهذا كله، لابد أن أقول إن دعم الطاقة عندنا يبلغ 100 مليار جنيه تقريباً، وإن ثلاثة أرباعه، على الأقل، يبقى دعماً مهدراً فى غير مكانه، باعتراف وزير البترول ذاته، المهندس أسامة كمال.. فماذا يعنى هذا؟!.. يعنى أنك تهدر، سنوياً 75 مليار جنيه، على دعم أغنياء، ليسوا فى حاجة إلى دعمك، ويعنى أنه إذا كان قد قيل إن إصلاح مرفق السكة الحديد، وإعادته لحالته الطبيعية، يحتاج 15 مليار جنيه، فإن الدعم المهدر يكفى لإصلاح خمس سكك حديدية، من نوعية السكك الحديدية عندنا، ويعنى أيضاً، وهذا هو الأهم، أننا سفهاء بامتياز للمرة الثانية، فيما يتعلق بإنفاقنا العام هنا، ويعنى للمرة الثالثة أن المعادلة عندنا مقلوبة تماماً، لأن الطاقة التى تمثل دخلاً لخزينة الدولة، عند غيرنا تمثل نزيفاً للخزينة ذاتها، فى دولتنا! وسوف تكتمل فصول هذه الملهاة التى نعيشها، حين نعلم أن المرشح الرئاسى السابق والمحامى خالد على، كان قد تحدث مع الأستاذ محمود سعد، على قناة النهار بعد «البدرشين» بيوم، ليكشف بالتاريخ والرقم أن السكة الحديد كانت قد أعادت فى سنة ماضية إلى الدولة فائضاً من ميزانيتها، وهو ما يذكرنى بما كان قد حدث قبل عدة سنوات، حين أعادت وزارة التربية والتعليم أيضاً، جزءاً تبقى من ميزانيتها، إلى خزينة الدولة، ونشرت «الأخبار» هذه النكتة يومها، فى صفحتها الأولى! وليس هناك معنى لـ«النكتة» فى الحالتين: حالة إعادة فائض ميزانية السكة الحديد إلى الدولة، وكذلك فائض وزارة التعليم، إلا أننا لا نعرف ماذا نريد هنا فى السكة الحديد، ولا هناك فى المدارس، ولذلك فالرؤية التى تدير الميزانية غائبة.. وتعساء الوطن يدفعون الثمن باهظاً! نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اسمعوا هذه النكتة الموجعة اسمعوا هذه النكتة الموجعة



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon