توقيت القاهرة المحلي 13:45:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لو قرأها أعضاء إرشاد الإخوان

  مصر اليوم -

لو قرأها أعضاء إرشاد الإخوان

سليمان جودة

لو أنت أمسكت الـ90 مليون مصرى، واحداً واحداً، ثم سألت كل مواطن فيهم، على انفراد، يوم 24 يناير 2011، عما يتصور حدوثه صباح 25 يناير، أى يوم الثورة، وما بعده.. هل كان شخص واحد بين الـ90 مليوناً يمكن أن يتخيل حدوث ما جرى؟!.. الإجابة من ناحيتى: قطعاً لا.. اللهم إلا إذا كان لك أنت رأى آخر، ولكننى من جانبى، أعتقد أن أحداً بيننا على الإطلاق لم يكن يطوف فى خياله، ولو بشكل عابر، أن يجرى ما رأيناه بامتداد عامين! ولكن.. هذه مقدمة ضرورية، لأن أسألك السؤال بشكل آخر: لو أنت أمسكت المصريين أنفسهم، يوم 11 فبراير 2011، أى يوم أن تخلى الرئيس السابق عن الحكم، وسألت كل واحد فيهم عما يتوقع حصوله فى المستقبل، فهل كان أى مصرى بينهم، على امتداد التسعين مليوناً، يمكن أن يتصور أن الأمور سوف تصل إلى ما وصلت إليه اليوم، على كل مستوى؟! هل كان فى إمكان أى واحد بيننا أن يرى ببصيرته، أن انتخابات رئاسية سوف تجرى، وأن 13 مرشحاً سوف يخوضونها، وأن التصفية النهائية سوف تكون بين اثنين تحديداً منهم، هما: د. محمد مرسى، والفريق أحمد شفيق، وأن الدكتور مرسى سوف يكون هو الفائز، وسوف يكون هو بالتالى، رئيس الدولة؟! هل كنت أنت، أياً كان موقعك فى مجتمعنا، تستطيع وقتها، أى فى اللحظة التى قامت فيها الثورة، أو تخلى فيها الرئيس السابق عن الحكم، أن تستشرف شيئاً مما حدث، على امتداد هاتين السنتين، ولايزال يحدث؟! هل كان هناك أى اقتصادى صاحب عقل بين الاقتصاديين عندنا، يستطيع أن يقرأ، مسبقاً، أن مفاوضات مصر مع صندوق النقد الدولى، من أجل قرض قيمته 4.8 مليار دولار، يمكن أن تتعثر كما تعثرت، وأن يواصل الجنيه، تبعاً لذلك، هبوطه فى سوق الصرف، ثم يواصل الدولار، تبعاً لذلك أيضاً، صعود سعره فى مقابل الجنيه، وأن يصطلى فقراؤنا، فى الحالتين، بنار الهبوط هنا مرة، والصعود هناك، مرات؟! هل كان أحد بين سياسيينا فى مقدوره أن يقرأ ما نلاحقه نحن من تطورات على الأرض، يوماً بعد يوم، ولا نكاد نصدقه، خصوصاً هذا الغزل المصرى ـ الإيرانى المتبادل، الذى من بين شواهده مجىء وزير خارجيتهم إلى القاهرة، ولقاؤه مع الدكتور مرسى، وقبول رئيسهم دعوتنا لحضور قمة فى القاهرة؟! هل كان أحد بين الملايين التسعين يستطيع أن يرى، فى وقت مبكر جداً، ما سوف تؤول إليه الأحوال، اقتصادياً على نحو ما نرى، وهل كان فى قدرته أن يرنو بعينيه من هناك، أى منذ عامين مضيا، ليقع بصره على ملامح ما نحن فيه الآن، اقتصادياً بالذات، ثم سياسياً على نحو أخص، وعلى كل مسار بعد ذلك وقبله؟! هل كنا فى ذلك الوقت نستطيع أن نراهن على أن فى التسعين مليوناً شخصاً يملك بصيرة «زرقاء اليمامة»، التى قيل إنها كانت ترى، بعينيها المجردتين، على مسافة مسيرة ثلاثة أيام، وأنها لما أخبرت أهلها ذات يوم بأنها ترى أعداءً قادمين من بعيد جداً، اتهموها بأنها قد تقدمت فى السن، وأصابها الخرف، وفقأوا عينيها، حتى لا تعود ترى هذه الخيالات التى أخبرتهم بها، مرة أخرى، فإذا بالعدو يأتى فعلاً بعد ثلاثة أيام، وإذا بها هى التى كانت ترى حقاً، بينما الذين فقأوا عينيها، هم العميان؟! هل كان بيننا مَنْ يرى هذا كله، ثم لم يلتفت أحد إلى ما قاله، منذ وقت مبكر، لنتجنب ابتداء السيئ منه، أى مما كان يراه، ونفسح الطريق للشىء الحسن فيه؟! نعم كان بيننا هذا الشخص، وهو الكاتب الأديب عزالدين شكرى فشير، الذى تنبأ بكل ما نراه حالياً، فى روايته «باب الخروج».. ولكن.. مَنْ يقرأ؟!.. ومَنْ يعى؟! لا أطلب من أحد أن يقرأها بأثر رجعى، وإن كنت أتمنى أن يقرأها أعضاء مكتب الإرشاد فى جماعة الإخوان بشكل خاص! نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لو قرأها أعضاء إرشاد الإخوان لو قرأها أعضاء إرشاد الإخوان



GMT 04:56 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران

GMT 04:15 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الغضب الساطع آتٍ..

GMT 04:13 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

جبر الخواطر.. وطحنها!

GMT 04:11 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

عامٌ يبدو أنه لن يكون الأخير

GMT 04:05 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الدعم المصري السخي

GMT 04:01 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

للعبادة معنى أشمل

GMT 03:57 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

في الهوا سوا

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
  مصر اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 03:24 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

"الثعابين" تُثير الرعب من جديد في البحيرة

GMT 22:38 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

نادي سموحة يتعاقد مع محمود البدري في صفقة انتقال حر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon