توقيت القاهرة المحلي 08:25:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مأساة بالحجم الطبيعى!

  مصر اليوم -

مأساة بالحجم الطبيعى

بقلم : سليمان جودة

 جاءتنى رسالتان حول موضوع واحد، إحداهما من الدكتور محمد شتا، والثانية من الدكتور وجدى النجدى، وفيهما إشارة كافية إلى وجع عام!

يحكى الدكتور شتا أنه كان سكرتيراً عاماً لمحافظة القاهرة، عام ١٩٩٦، وأن عمارة سقطت وقتها خلف نادى هليوبوليس، وأن الدنيا قامت كالعادة على مخالفات المبانى، وأنه من موقعه سكرتيراً عاماً للعاصمة كان يعايش القضية أكثر من غيره، وكان عنده حل جاهز، وكان الحل هو مصادرة المبنى المخالف، وفق ضوابط قانونية وفنية من السهل وضعها!

أرجو أن نلاحظ هنا أن مخالفات الإسكندرية التى صارت حديث الدنيا هده الأيام، قد بدأت فى الفترة نفسها تقريباً، وأن اقتراح المصادرة لو كان قد جرى أخذه بجدية، بعد نشره فى صورة مانشيت بعرض الصفحة فى أخبار اليوم، ما كنا اليوم أمام مأساة بالحجم الطبيعى فى الإسكندرية كلها!

إننا نتكلم للمرة الألف، بلغة «لو».. التى تفتح عمل الشيطان!

ثم مضت عشر سنوات، وأصبح صاحب الاقتراح عضواً فى مجلس الشورى عام ٢٠٠٦، وأميناً عاماً للإدارة المحلية، فأحيا اقتراحه عندما قرر المجلس مناقشة تعديلات قانون البناء الموحد، ولكن الرفض كان فى انتظاره، وكانت الحجة أن المصادرة مخالفة للدستور!.. وكأن القصد هو ألا نخالف الدستور، حتى ولو مات الناس بالمئات تحت الأنقاض!

والذين رفضوا الاقتراح كانوا يعرفون تماماً أن القانون يسمح بمصادرة المخدرات عند ضبطها، ومصادرة السيارة التى تحملها.. فهل العمارات المخالفة أقل خطراً على أرواح خلق الله من المخدرات؟!

وبقى المخالفون يمرحون فى الإسكندرية خصيصاً، وفى البلد عموماً، مع أن أهمية المصادرة أنها إجراء رادع، أكثر منها إجراء عقابى، فالمؤكد أن أى راغب فى المخالفة لن يفعلها أبداً، إذا عرف مسبقاً أن مبناه المخالف سيؤخذ منه فى النهاية!

والدكتور النجدى يرى الحل فى التوقف عن بدعة العدادات الكودية، التى تضمن وصول الكهرباء والغاز والماء، إلى أى عقار مهما كان مخالفاً!.. فشركة الكهرباء فى أى منطقة تسارع بوضع عداد يحمل رقماً، لا اسماً، على الوحدات السكنية الجديدة، دون أن تتحقق مما إذا كان المبنى مرخصاً أو غير مرخص، لأن كل ما يهمها هو بيع الطاقة كسلعة، ولا يهمها أين يوضع العداد حتى ولو وضعته على شجرة!

هذا مفهوم غاية فى الخطر، لأنه جعل أصحاب العمارات المخالفة يجدون سهولة بالغة فى توصيل كل المرافق إليها، فإذا جاء الساكن ووجد الشقة جاهزة بمرافقها، سكن فيها ولم يهمه شىء، إلى أن يفيق على انهيار المبنى كله فوق رأسه!

شىء من الاهتمام بأرواح الناس.. شىء منه لوجه الله!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مأساة بالحجم الطبيعى مأساة بالحجم الطبيعى



GMT 07:42 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الصفحات الصفراء

GMT 03:54 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

عاربون مستعربون: لورانس العرب والصحراء

GMT 03:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

هل من أمل في مفاوضات سودانية؟

GMT 03:47 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

سلِّموا السلاح يَسلم الجنوب!

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 09:41 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

"قطة تركيّة" تخوض مواجهة استثنائية مع 6 كلاب

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

هاشتاج مصر تقود العالم يتصدر تويتر

GMT 12:10 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رفيق علي أحمد ينضم إلى فريق عمل مسلسل "عروس بيروت"

GMT 03:39 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مادلين طبر تؤكد أن عدم الإنجاب هي أكبر غلطة في حياتها

GMT 18:39 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

التفاصيل الكاملة لحريق شقة الفنانة نادية سلامة.

GMT 05:47 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على سعر الجنيه المصري مقابل الدينار الاردني الأحد

GMT 13:22 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

قائمة "نيويورك تايمز" لأعلى مبيعات الكتب

GMT 20:50 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقلوبة لحم الغنم المخبوزة في الفرن
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon