توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مذكرات رئيس!

  مصر اليوم -

مذكرات رئيس

بقلم : سليمان جودة

أريد أن أسمع قريباً أن واحدة من دور النشر المصرية، أو العربية، قد سارعت إلى الرئيس الأسبق مبارك، وطلبت مذكراته، ووقعت معه عقداً، وأعطته مبلغاً من نوع المبالغ التى نقرأ عنها هذه الأيام، وقبل هذه الأيام!.

فالرئيس الأمريكى السابق أوباما وقع عقداً هو وزوجته، مع دار نشر كبرى، وحصل على 60 مليون دولار، مقابل نشر أوراقه على الناس!.

ومن قبل كان الرئيس بيل كلينتون قد حصل على 15 مليون دولار، وكان بوش الصغير قد حصل على عشرة، وكانت هيلارى كلينتون قد قبضت ثمانية ملايين دولار!.. وكان كل مسؤول عندهم، يخرج من موقع المسؤولية، فيجلس ليكتب تجربته للقادمين من بعده، وهو ضامن لشيئين، أن التجربة سوف تجد من يقرأ، ويعى، وأن كتابه سيكون واسع التوزيع من يد إلى يد!.

إن لدى مبارك ما يقوله، وعنده الكثير الذى يمكن أن نعرفه عن ثلاثين عاماً كان خلالها فى الحكم، ولا قيمة لتجربته، أو لتجربة غيره، ما لم تكن مسجلة على الورق، وما لم تكن متاحة لكل مصرى يقرأ ويتأمل فيها!.

إنه متهم بأنه أضاع ثلاثين عاماً من عمر البلد، دون أن تكون هذه السنين الطوال، إضافة لبلده، وبدلاً من أن تكون خصماً من رصيده بين الأمم، ولابد أنه هو أفضل من يرد على هذا الاتهام ويفنده إذا شاء، كما لابد أنه أفضل من يدافع عن نفسه، وأطالبه بأن يسارع إلى كتابة تاريخه، قبل أن يتقدم آخرون ليكتبوا تاريخه نيابة عنه، فهو أجدر، وأقدر، ولا يجوز أن يكتب شخص آخر، تاريخ حياته، وهو موجود!.

نريد أن نعرف منه هو، لا من سواه، لماذا كانت سنوات وجوده فى السلطة، على النقيض من سنوات وجود مهاتير محمد فى الكرسى، رغم أنهما كانا فى الحكم، فى وقت واحد تقريباً.. فلماذا كان التوفيق هناك، ولماذا كان العكس هنا؟!.

لقد مات عبدالناصر، وهو فى الحكم، ولم تمهله الظروف ليكتب حياته، والشىء نفسه حصل مع السادات، ولو كتب الاثنان لربما كان حالنا أفضل الآن، لأن التجربة اللاحقة، كانت ستأخذ من التجربة السابقة عليها، بدلاً من أن تكون بداية من عند أول مربع، وبدلاً من أن تكون بداية من فراغ!.

ولا يمكن الحديث عن «البحث عن الذات» للسادات، على أنها مذكراته، أو حياته، لأنه كتبها، ونشرها، وهو فى مقعده، ونحن نريد التجربة بعد أن يمشى صاحبها، وبعد أن يتأملها هو من خارجها، فى هدوء ومن بعيد، فيقول إنه أصاب فى كذا، وينصح باستكماله، وأخطأ فى كيت، ولا ينصح بالمشى وراءه.

رواج مذكرات أوباما، وغير مذكرات أوباما، يشير إلى أن الكتاب هناك لايزال فى الأيدى، ولايزال القراء يحرصون عليه، ويتنافسون فى اقتنائه، وفى قراءته، ولكننا هنا نروج للعكس، وكأن المطلوب هو ألا يقرأ أحد، وألا يفهم أحد!.

أطالب مبارك بعد أن نال البراءة من محكمة النقض، بأن يجلس ويكتب، وأطالب دور النشر ذات الرسالة بأن تطارده، وألا تتركه ينام حتى يكتب!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مذكرات رئيس مذكرات رئيس



GMT 02:38 2022 الخميس ,14 تموز / يوليو

التلسكوب والأسئلة الصادمة

GMT 07:03 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

خطاب الوداع

GMT 09:30 2020 السبت ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أميركا عند مفترق طرق

GMT 07:06 2020 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

تواقيع جديدة في عالم تغير

GMT 06:22 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

طالب السلام لا يحصل عليه بالمجان!

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon