توقيت القاهرة المحلي 11:09:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مُغترب ينتخب!

  مصر اليوم -

مُغترب ينتخب

بقلم : سليمان جودة

الصور التى جاءت صباح أمس الأول، ثم صباح أمس، من أمام لجان الانتخاب فى الخارج، تدعو إلى التفاؤل وتقول إن حملات الدعوة إلى المقاطعة لم تُقنع المواطنين المغتربين، وبالتالى لم يستجيبوا لها!

وقد كان المطلوب فى مواجهة تلك الدعوات ألا يتكاسل المصرى المقيم خارج البلاد عن الذهاب لأداء واجبه تجاه بلده.. فذهابه واجب إزاء بلد يريد أن يبنى تجربته الديمقراطية، خطوةً خطوةً، قبل أن يكون ذهاباً لانتخاب هذا المرشح أو ذاك، من بين الاثنين المُرشحين!

وقد كان الرئيس يعرف أن المشاركة من جانب كل ناخب هى قيمة فى حد ذاتها، بصرف النظر عمن سوف يعطيه الناخب صوته.. ولذلك دعت القيادة السياسية الناخبين إلى أن يشاركوا، ولم يطلب الرئيس منهم أن يمنحوه أصواتهم.. فقط عليك كناخب أن تعتاد على صندوق الانتخاب، وأن تدرك أن صوتك له ثمن، وأن ثمنه كبير، وأنك مدعو إلى إعطائه للمرشح الذى يستحقه.. وهو سوف يستحقه بناء على برنامج انتخابى يطرحه عليك فيعجبك، وترى أن صاحبه يستأهل صوتك!

ولايزال المواطن المغترب أكثر إقبالاً على التصويت، وأشد ارتباطاً بالصندوق، وأقوى رغبةً فى التعبير عما فى داخله، وفى التمسك بأن يكون أسبق من غيره فى التواجد داخل اللجان!

ربما لأنه يتطلع إلينا هنا فى الداخل، بأوضح بكثير مما نتطلع نحن إلى أنفسنا!.. وربما لأن وجوده بعيداً عن بلده يعطيه الفرصة لرؤية الصورة فى مجملها، بشكل يختلف عما نراها من أماكننا هى نفسها!

فالمصرى المغترب واحد من اثنين: إما أنه يعيش مضطراً فى مستوى مادى لا يرضيه، ويسعى إلى يوم يعود فيه إلى بلده، فيحيا فى مستوى أفضل مما يحيا عليه هناك فى مكانه!

وهو يشارك بدافع أن تؤدى مشاركته هو وغيره إلى تغيير وجه الحياه فى البلد.. وقد كانت الانتخابات هى الطريق إلى مثل هذا التغيير فى كل بلاد العالم المتقدم!

وإما أنه يعيش فى مستوى أعلى مما يمكن أن يُتاح له فى بلده لو عاد اليوم.. وهو يريد أن يجد هذا المستوى من المعيشة متاحاً له، وفى انتظاره على أرض وطنه، إذا قرر العودة ذات يوم!

ويعرف أن ذلك لن يحدث إلا إذا كان المواطن إيجابياً، سواء كان يعيش هنا على أرض الوطن، أو كان يغترب من سنين على أرض وطن آخر!

وفى الحالتين لا يُسعده أن يخذل بلده إذا دعاه إلى واجب من نوع واجب المشاركة، لأنه هو الذى يصنع مستقبل الشعوب المتطورة.. ولا يصنعه شىء غيره!

ولهذا كله لم تُفاجئنى الطوابير أمام السفارات، أو القنصليات، على مدى اليومين، وأتوقع أن يكون الحضور اليوم أعلى، لأنه اليوم الأخير من أيام الانتخاب الثلاثة فى الخارج، ولأن كثيرين يؤخرون ذهابهم فى العادة إلى آخر يوم.. أو إلى آخر لحظة!

المغترب يحن دائماً إلى وطنه، وإقباله وجه من وجوه التعبير عن هذا الحنين!.

نقلًا عن المصري اليوم القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مُغترب ينتخب مُغترب ينتخب



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 09:41 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

"قطة تركيّة" تخوض مواجهة استثنائية مع 6 كلاب

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

هاشتاج مصر تقود العالم يتصدر تويتر

GMT 12:10 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رفيق علي أحمد ينضم إلى فريق عمل مسلسل "عروس بيروت"

GMT 03:39 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مادلين طبر تؤكد أن عدم الإنجاب هي أكبر غلطة في حياتها

GMT 18:39 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

التفاصيل الكاملة لحريق شقة الفنانة نادية سلامة.

GMT 05:47 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على سعر الجنيه المصري مقابل الدينار الاردني الأحد

GMT 13:22 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

قائمة "نيويورك تايمز" لأعلى مبيعات الكتب

GMT 20:50 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقلوبة لحم الغنم المخبوزة في الفرن
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon