توقيت القاهرة المحلي 03:53:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غياب فؤاد معصوم!

  مصر اليوم -

غياب فؤاد معصوم

بقلم : سليمان جودة

أغرب شىء فيما يحدث فى العراق هذه الأيام أن المتابع للأجواء الساخنة جداً هناك لا يسمع عن وجود أى نوع للرئيس العراقى، ولا يشعر بأثر.. أى أثر.. لوجوده فى منصبه!

ليس فيما أقوله تقليل من شأن الرجل بالطبع، فهو اسم محترم، كما أنه صاحب عقل كبير، لأنه فى الأصل دارس للفلسفة وقارئ لها، ولكن ما أقصده أن الرئيس فؤاد معصوم يجلس على الكرسى ذاته الذى جلس عليه صدام حسين لسنين، ولا يمكن أن يكون شاغل الكرسى حاضراً بقوة، فى حالة صدام، ثم يكون غائباً بالكامل عما يجرى فى البلد، فى حالة معصوم!

إننى أعرف أن الدستور الذى حكم به صدام مختلف كل الاختلاف عن الدستور الذى يعمل فى ظله الرئيس معصوم، وأعرف أن الدستور السابق وضع كل شىء دون استثناء فى يد صدام حسين، فضاع البلد على يديه وتعرض للغزو الأمريكى، فلما جاء دستور ما بعد الغزو جعل منصب الرئيس شرفياً، بحيث يكتفى صاحب المنصب بحضور المناسبات والحفلات!

أعرف هذا، وألعن الذى صاغ الدستور العراقى بهذه الطريقة، ولم ينتبه إلى أن بلداً فى حجم العراق وأهميته لا يمكن أن ينتقل من نظام حكم يضع الأمور كلها فى قبضة الرئاسة إلى نظام على النقيض، تغيب فيه الرئاسة نفسها عما يجرى فى الدولة، رغم خطورته البالغة على مستقبل العراقيين جميعاً!

وهل هناك ما هو أشد خطورة من أن يدعو مسعود بارزانى، رئيس إقليم كردستان فى شمال العراق، إلى استفتاء على استقلال إقليمه عن الدولة العراقية، فى الخامس والعشرين من هذا الشهر؟!.. هل هناك ما هو أشد خطورة من أن نصحو على العراق، صباح اليوم التالى للاستفتاء، وقد أصبح دولتين؟!

حدث بهذا الحجم كيف يغيب عنه رئيس العراق غياباً تاماً، فلا تسمع له صوتاً، ولاتقرأ له حرفاً.. تماماً كغياب القاهرة التى لم تعلق على الحدث بكلمة واحدة لوجه الله!

إننى أتابع اهتمام تركيا بالحدث، ومعها اهتمام إيران، والولايات المتحدة، وروسيا، وأبحث فى الوقت نفسه عن اهتمام عراقى رئاسى، أو مصرى، فلا أجد أى شىء، وكأن القصة على بعضها لا تعنينا!

وتكتمل المأساة حين تعلن إسرائيل أنها تؤيد قيام دولة للأكراد فى شمال العراق، وأن علاقتها بهم قوية للغاية، وعلى كل مستوى!

ثم تزداد المأساة مأساوية، عندما يجتمع البرلمان العراقى فى بغداد، ويقرر رفض إجراء الاستفتاء، وتفويض رئيس الوزراء حيدر العبادى باتخاذ ما يلزم للحفاظ على وحدة الدولة العراقية، فيجتمع البرلمان الكردستانى بعدها بساعات، ويعلن أن الاستفتاء سيجرى فى موعده!

يحيرنى غياب فؤاد معصوم عن الصورة غياباً كاملاً!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غياب فؤاد معصوم غياب فؤاد معصوم



GMT 03:53 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الأهرامات مقبرة «الرابرز»!!

GMT 03:51 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الشعوب «المختارة»

GMT 03:49 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

اللاجئون إلى رواندا عبر بريطانيا

GMT 03:48 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

المقاومة الشعبية والمسلحة

GMT 03:38 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

خطر تحت أقدامنا

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:33 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة علوش
  مصر اليوم - عمرو يوسف يتحدث عن شِقو يكشف سراً عن كندة علوش

GMT 06:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يقضي على التهاب المفاصل بأطعمة متوافرة

GMT 03:14 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تنتقد التبذير في جهاز العرائس

GMT 14:30 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

"مايكروسوفت" تؤجل إعادة فتح مكاتبها بالكامل

GMT 05:07 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تكشف عن كمية القهوة لحياة صحية مديدة

GMT 11:21 2021 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

وزيرة الصحة المصرية تؤكد حرص مصر على دعم لبنان ومساندته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon