توقيت القاهرة المحلي 12:48:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الوطن على شفا هاوية

  مصر اليوم -

الوطن على شفا هاوية

فهمي هويدي

وقع المحظور وانطلقت شرارة الحرب الأهلية، وقتل المصريون مصريين آخرين حتى غرق الفضاء المصرى فى بحر من الدم، ولايزال الوقت مبكرا لمعرفة عدد الضحايا ولكننا رأينا جثث العشرات منهم على الارض وشاهدنا صور من تفحم منهم، وما نعرفه ان يوم امس الاربعاء 14 اغسطس كان يوما اسود فى تاريخ المصريين، ما نعرفه أيضا انه عندما تسيل الدماء بين ابناء الوطن الواحد فإن ذلك لا يعنى فقط ان الرشد غاب بينهم، وانما يعنى ايضا ان الوطن صار على شفا هاوية لا ترى ابعادها لكنه يغدو راكضا على طريق الندامة لقد حقق دعاة الشيطنة مرادهم، فجرت محاولة فض الاعتصام بالرشاشات والمدرعات والقناصة خصوصا اولئك الذين اقروا بأن دماء المصريين حرام حقا لكنهم استثنوا اولئك النفر من المصريين المتشيطنين، اذ قالوا صراحة ان دماءهم ملوثة ونجسه ومن ثم فلا حرمة ولا كرامة لهم. وانفضحت الكذبة التى روجوا لها فى حملة الشيطان حين ادعوا ان اولئك «الارهابيين» يخزنون السلاح ولديهم رشاشات وصواريخ واسلحة كيماوية وحين تمت الغارة عليهم فإنهم استقبلوا الرصاصات التى استهدفتهم بالطوب والحجارة تارة وبالجهر بالدعاء الى الله ان يخفف عنهم البلاء الذى نزل اسمع من يقول ان المعتصمين تم تحذيرهم وان ثمة تفويضا لفض الاعتصام بدأ بوزارة الدفاع وانتهى بوزير الداخلية مرورا برئاسة الحكومة، وان الجهة التى كلفت بالفض لم يكن امامها خيار اخر، لكننى قلت ان فض الاعتصام بالقوة يعنى فشل السياسة والسياسيين، كما انه فى مواجهة بعض المشكلات المعقدة قد لا يتفق اطرافها على ما يمكن عمله، لكنه عند الحد الادنى ينبغى أن تتفق تلك الاطراف على ما ينبغى تجنبه ومالا يقبل عمله. من هذه الزاوية ازعم ان هناك الكثير الذى كان ينبغى عدم الوقوع فيه. حتى لا تتحول محاولة فض الاعتصام الى نوع من الاستباحة التى تفتح الابواب لانطلاق مختلف الغرائز الشريرة التى يمكن ان تحرق الوطن فى نهاية المطاف. من ذلك مثلا ان اطلاق الرصاص على المتظاهرين اذا كان ضروريا فينبغى له الا يتجاوز الارجل والاطراف اما حين يطلق الرصاص على الرأس والصدر، فذلك يعنى ان القتل هو الهدف وليس فض الاعتصام وحرق المتظاهرين. كما انه لم يكن مفهوما على الاطلاق ان تستهدف المستشفى الميدانى فى اعتصام ميدان النهضة، وان تحرق بكل ما فيها وما كان ينبغى ان تمنع سيارات الاسعاف من انقاذ المصابين، وارجو ألا يكون صحيحا ما قيل عند استخدام تلك السيارات لإدخال الجنود وسط الحشود او لنقل الذخيرة، ولكن تمنيت ان تناط المهمة بأجهزة الداخلية والا يقحم الجيش فى العراك، بما يعيد الى الاذهان سجل الشرطة العسكرية المؤسف فى موقعة ماسبيرو. وهى ملاحظة اسجلها استنادا الى ما بثته الـ بى بى سى عن اشتراك عناصر الصاعقة والمظلات فى المواجهات، ثم اننى لم افهم سببا لإقحام كنائس الاقباط فى العراك من جانب بعض المتظاهرين مما ادى الى استهدافها فى بعض مدن الصعيد ورغم ادراكى لتوتر العلاقة بين المسلمين والمسيحيين بعد 30 يونيو أسباب سبق ان اشرت اليها الا ان الاعتداء على الكنائس أثار من المشاعر ما كان ينبغى لأى طرف أن ينسب نفسه الى التيار الاسلامى أو غيره ان يتورط فيه. وارجو الا يكون صحيحا ما رددته بعض مواقع التواصل الاجتماعى من ان جهاز امن الدولة دوره فى فتح جبهة الفتنة الطائفية لصرف الانظار عن الفتنة السياسية التى عمت البلاد بقيت عندى ثلاث ملاحظات هى ان مجلس الوزراء حين حيا وزارة الداخلية على ادائها فى المواجهة وحمل الطرف الاخر المسئولية عن المذبحة التى وقعت فإنه اصبح شريكا فى جريمة القتل وجعل ايدى جميع اعضائه ملوثة بدماء الضحايا الملاحظة الثانية ان بيانات وزارة الداخلية التى اكتفت بإحصاء الاصابات بين رجالها وتجاهلت عشرات القتلى من المواطنين المصريين الذين سقطوا برصاصات رجالها لم تفتقد الى الشفافية فحسب وإنما  افتقدت ايضا الى النزاهة واحترام حقوق الانسان الملاحظة الثالثة ان الدوائر السياسية الغربية وابواقها الاعلامية اقامت الدنيا ولم تقعدها حين قتل خمسة اشخاص فى المواجهات التى حدثت فى تركيا بسبب احداث ميدان التقسيم وفعلت نفس الشيء حين سقط سبعة قتلى فى مواجهات ايران التى وقعت بعد انتخابات عام 2005 فى ظل ما سمى بالثورة الخضراء، لكنها التزمت الصمت واتخذت موقفا مائعا ازاء سقوط عشرات القتلى المصريين فى ميدانى رابعة العدوية والنهضة تلك ملاحظات سريعة تتعلق بشرارات الحريق التى انطلقت، اما الحريق ذاته فله كلام آخر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوطن على شفا هاوية الوطن على شفا هاوية



GMT 04:11 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

. وماذا عن حجر رشيد؟!

GMT 04:10 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

استغِلوا «تغطية الجنازات» لإنقاذ المهنة

GMT 04:09 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

«عدّّى النهار والمغربية جايَّه»

GMT 04:06 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

حرب غزة في نادي الجزيرة!

GMT 04:04 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

ليس دفاعًا عن الفراعنة!

GMT 04:02 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الضفة الغربية

GMT 04:00 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

رأس نعمت شفيق

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:59 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
  مصر اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 22:56 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

إيدين دغيكو يصنع التاريخ مع روما

GMT 18:14 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

محمد هاني يتعرض لكدمة قوية في الركبة

GMT 02:04 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

اللقطات الأولى لتصادم 4 سيارات أعلى كوبري أكتوبر

GMT 16:20 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

مقتل 3 مواطنين وإصابة 4آخرين في حادث تصادم في المعادي

GMT 07:05 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أجمل ديناصور في العالم بألوان مثل طائر الطنان

GMT 06:33 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار الحديد في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 21:12 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يعترف بتلقي مؤمن زكريا لعرض إماراتي

GMT 00:34 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النصائح الخاصة بإدخال اللون الذهبي إلى الديكور

GMT 12:51 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد ناجي يمنح محمد الشناوي وعدًا بالانضمام للمنتخب

GMT 14:37 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعدام شنقًا لـ7 من أعضاء خلية "داعش" في مطروح
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon