توقيت القاهرة المحلي 02:18:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل شربوا «حاجة صفرا»؟

  مصر اليوم -

هل شربوا «حاجة صفرا»

فهمي هويدي

  هل يعقل أن نتهم حركة حماس بالضلوع والمسئولية عن أغلب الشرور التى حلت بمصر خلال العامين الأخيرين، من مذبحة الجنود فى رفح إلى انقطاع التيار الكهربائى فى بر مصر. ثم يأتى بعد ذلك أهم قادة حماس إلى القاهرة ولا يسألهم أحد عن حقيقة ما نسب إليهم؟   لقد اجتمع فى القاهرة طوال الأسبوع الماضى أكثر من خمسين قياديا من حماس هم أعضاء مجلس شورى الحركة لانتخاب رئيس المكتب السياسى. وقدم هؤلاء من غزة وغيرها من الأقطار التى توزعوا عليها بعدما كتب عليهم أن يغادروا سوريا. وخلال وجودهم بالقاهرة وقع حادث قطع الكابل البحرى للإنترنت تحت مياه المتوسط، وفى استعراض الأطراف الفاعلة استعرض أحد زملائنا الاحتمالات المختلفة وأشار فى ختام تعليقه إلى «ما ذكرته بعض التقارير الصحفية بخصوص مسئولية حماس عن ذلك التخريب، تواصلا مع الاتهامات العديدة التى تواجهها الحركة فى مصر أخيرا. كرد على عمليات الجيش المصرى فى هدم الأنفاق وغزة» وهو ما اعتبره زميلنا ذريعة أشد سخافة وأقل إقناعا من كل ما سمعناه حول ذلك الحدث الجلل.   فى نفس الأسبوع صدرت إحدى الأسبوعيات بعنوان على صفحتها الأولى تحدث عن: «وقاحة حماس». وذكرت بعض الصحف أن بعض قادة حماس الموجودين فى القاهرة طلبوا لقاء بعض قادة أسلحة الجيش الذين رفضوا استقبالهم «لأنهم لا يريدون مصافحة من تلطخت أيديهم بدماء المصريين». فى إشارة إلى اتهام حماس بقتل الـ16 جنديا وضابطا أثناء إفطارهم فى شهر رمضان الماضى. وهى الجريمة التى لم يكشف النقاب عن فاعليها حتى الآن، فى حين أشارت أغلب التقارير إلى أن حماس هى المتهم فيها. وأن التدبير كله تم فى غزة، وذهب أحد رؤساء التحرير إلى حد اتهام ثلاثة من قيادات الحركة بترتيب العملية بدعوى الرد على قيام الجيش المصرى بردم أو هدم الانفاق التى تصل بين سيناء والقطاع.   هذه ليست ادعاءات متفرقة ولكنها فقرات من خطاب متصل استهدف شيطنة حماس. وتقديم أعضائها باعتبارهم مخربين لا يريدون خيرا لمصر.. وخصومتهم لها لا تقل عن خصومتهم للإسرائيليين، وهم لا يسعون إلى تخريبها فحسب ولكنهم طامعون فيها أيضا، ويتطلعون إلى التمدد والاستيطان فى سيناء لإقامة إمارة إسلامية مقرها القطاع.    الأنفاق تشكل أحد محاور الشيطنة. فهى فى الخطاب الإعلامى المصرى شر مطلق وتهديد لأمن مصر، لأنها باب لتسريب السلاح والمخربين إضافة إلى تهريب المخدرات. لذلك فإن ما يسمون بالخبراء الإستراتيجيين لا يملون من التحذير من خطرها والدعوة إلى تدميرها بمختلف الوسائل.   إلى جانب هذه المحاور فوسائل الإعلام تنشر بين الحين والآخر أخبارا متناثرة تتعلق بضبط فلسطينيين تسربوا من الأنفاق لتنفيذ عمليات التخريب فى أنحاء مصر، إضافة إلى ادعاءات أخرى تتحدث عن اشتراكهم فى قتل المتظاهرين أثناء الثورة. وحين تكررت حالات انقطاع التيار الكهربائى أشيع أن السبب فى ذلك أن مصر تقتسم السولار مع غزة الأمر الذى أدى إلى إضعاف محطات توليد الكهرباء، وتسبب فى انقطاع التيار.   إن أى عاقل فى البلد لابد أن يخطر على باله السؤال التالى: إذا كانت حماس ضالعة فى كل تلك الجرائم، وإذا كان قادتها قد جاءوا بأرجلهم إلى القاهرة، أما كان ينبغى أن يواجهوا بكل ما نسب إليهم وأخذ أقوالهم فى كل تهمة، خصوصا أن لقاءاتهم واتصالاتهم ظلت مفتوحة طوال الوقت مع جهاز المخابرات العامة، الذى لا يشك أحد أنه معنى بكل ما يتعلق بأمن مصر واستقرارها. أما أن يأتى أولئك القادة إلى مصر ويعقدون فيها اجتماعاتهم، ويتواصلون مع المخابرات العامة، ثم يغادرونها فى نهاية الأسبوع معززين مكرمين، فذلك يعد أمرا غريبا لا يفسر إلا بأحد احتمالات ثلاثة: إما أنهم بحثوا فى مصر القضايا الكبرى المتعلقة بمصير المنطقة بعد سقوط النظام السورى ومصير جنوب وشرق آسيا فى حالة ما إذا نشبت الحرب بين الكوريتين أو أن تلك التهم كلها كانت مجرد أكاذيب وافتراءات ودسائس إعلامية لا أصل لها، وبالتالى فإنها لا تطرح فى أى بحث جاد. الاحتمال الثالث أن يكون قادة حماس «الأشرار» قد خدروا جميع المسئولين المصريين وورطوهم فى شرب «حاجة صفرا» غيبت عقولهم، وبعد ذلك غافلوهم وتسللوا بليل خارج البلاد، لكى يفلتوا من المساءلة.   نقلاً عن جريدة الشروق

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل شربوا «حاجة صفرا» هل شربوا «حاجة صفرا»



GMT 21:26 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الذكاء الاصطناعي.. آلة الزيف الانتخابي

GMT 21:24 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

فلسطين بين دماء الشهداء وأنصار السلام

GMT 21:06 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الشكلانية والتثعبن

GMT 19:52 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

في حب العمدة صلاح السعدني

GMT 19:50 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

‎فيتو أمريكى ضد الدولة الفلسطينية.. لا جديد

GMT 04:56 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران

GMT 04:15 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الغضب الساطع آتٍ..

GMT 04:13 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

جبر الخواطر.. وطحنها!

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon