توقيت القاهرة المحلي 22:21:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أحلام جماعة الإخوان المستحيلة!

  مصر اليوم -

أحلام جماعة الإخوان المستحيلة

بقلم - مكرم محمد أحمد

 لا أظن أن جماعة كاذبة ومنافقة مثل جماعة الإخوان يمكن أن تنجح فى خداع الشعب المصرى الذى خبرها وعرفها لأكثر من 70 عاماً، وشهد تلونها كالحرباء تحت كل الظروف، أيام الملك فاروق، وتحت حكم الاحتلال البريطانى الذى أسبغ عليها رعايته منذ البداية، ولا يزال يرعى فلولها حتى اليوم، ومع بداية ثورة يوليو وهى تداهن عبدالناصر ورفاقه أملاً فى أن تركب موجة الثورة إلى أن اكتشف عبد الناصر خداعها وقطع جميع حبالها مع ثورة يوليو، إلى جريمة المنشية حيث ضبطت متلبسة بمحاولة اغتيال عبدالناصر، وظلت رغم كل الدلائل والقرائن تصطنع البراءة إلى أن نجحت قياداتها فى أن تغسل يدها من الجريمة، عندما أصدر الهضيبى مدونته الشهيرة (لا هم إخوان ولا هم مسلمون)، يتهم الجهاز السرى للجماعة بارتكاب محاولة الاغتيال، تاركاً الآلاف من أعضائها فى السجون ، لتصبح جماعة الإخوان المعطف الذى خرجت من تحته كل جماعات العنف والتكفير والإرهاب فى مصر والعالم العربى .

ضيعت جماعة الإخوان حياة مئات الآلاف من الشباب المصرى والعربى، راحوا ضحية هذا التنظيم الحديدى الذى حوّلهم إلى مجرد أدوات للكراهية والقتل، وببغاوات لا تحسن سوى الاستظهار والحفظ، وقطعان ماشية لا تحسن استخدام عقولها، تعجز عن أن تفكر أو تتأمل أو تتدبر فى خلق الله، لا تجيد سوى العنف، وبرغم الكوارث الضخمة التى ارتكبتها الجماعة على طول تاريخها وضيعت أجيالاً متتابعة من الشباب يندر بل يستحيل أن تجد رؤية نقدية واحدة تراجع أيا من تجارب هذه الجماعة المنافقة التى يحكمها عصبة من الشيوخ ماتت ضمائرهم، ولم يعُد يهمهم سوى أن يبقى التنظيم ويستمر!

التنظيم هو السيد الأكبر وهو قدس الأقداس الذى ينبغى الحفاظ عليه، هو فى نظر الجماعة، أبقى من الوطن، عندما يصبح الإختيار ضرورياً بين التنظيم والوطن فإن الإجابة المعروفة للجماعة « طز فى الوطن» .

والمؤسف والغريب أن تصر الجماعة على الاستمرار فى الكذب رغم علمها بأن أكثر من 90 مليون مصرى عاشوا وعايشوا عن قرب تجربة الجماعة وهى تختطف ثورة يناير من الشباب المصرى الذى انقسم على نفسه لتصبح الجماعة التى كانت ضالعة فى نفاق نظام حكم الرئيس مبارك حتى العظم سيدة الموقف، ضبطت الجماعة وهى تحرق مبنى الحزب الوطنى فى ميدان التحرير وتحاصر أقسام الشرطة وتغلق بالجنازير دور المحاكم وتحاصر المحكمة الدستورية العليا كى يمتنع عليها الاجتماع، وتقود المظاهرات المسلحة من مقر الاعتصام فى رابعة العدوية إلى ميدان التحرير، ورغم أن كل الأحداث موثقة بالصوت والصورة بما فى ذلك حوادث تعذيب المواطنين فى القصر الجمهورى ومجازر كرداسة التى يشيب لها رأس الوليد، تُصر الجماعة الكاذبة على أن التظاهرات كانت سلمية وأنها لم تمارس أيا من صور العنف، والأشد غرابة من ذلك أن تتصور الجماعة أن المصريين ضعاف الذاكرة إلى هذا الحد وأن الناس يمكن أن تصدق الجماعة مرة أخرى، ولأنهم يعرفون جيداً أن العقبة الكؤود التى تمنع عودتهم هى القوات المسلحة تنشط الجماعة، من أجل تقبيح صورة الجيش فى عيون المواطنين تسخر من تضحياته وتصفه بأقذع الاتهامات، لكن المصريين يعرفون جيداً حجم الكراهية التى تكنها الجماعة ليس للقوات المسلحة فقط ولكن لجميع عموم الشعب المصرى الذى خرج فى ثورة يونيو فى أكبر تظاهرة عرفها تاريخ الإنسانية، 40 مليون مصرى يهتفون فى جميع ميادين المدن المصرية يسقط حكم المرشد والجماعة.

ويتساءل المرء، ما هى أسباب هذه الجسارة التى تجعل جماعة الإخوان تتصور وهماً أنها لا تزال تشكل البديل؟!, ولماذا تشتط فى وقاحتها وكأن عودتها للحكم بات أمراً أكثر احتمالاً، رغم أن كل الدلائل تؤكد أن ذلك يدخل ضمن رابع المستحيلات؟!

وأظن أن مصدر الجسارة أن الجماعة فقدت كل شىء ولم تعد تأمل فى شىء، كما أنها تعرف جيداً أن عودتها تدخل بالفعل ضمن رابع المستحيلات، لأن جماعة الإخوان لن تكون آمنة إلا أن تجهز على معظم مؤسسات الدولة المصرية وغالبية الشعب المصرى، فضلاً عن أن كل المؤشرات تقول إن الرئيس عبدالفتاح السيسى سوف يكسب يقيناً معركته مع جماعة الإخوان، وهذا ما تقوله أرقام الاحتياطات النقدية التى ارتفعت إلى أكثر من 38 مليار دولار بينما هبط التضخم الذى كان قد تجاوز 35 فى المائة إلى حدود 13 فى المائة مع نهاية هذا العام، كما أن وصول معدلات التنمية إلى 55 العام المقبل بات أمراً مؤكداً، فضلاً عن التحسن المهم الذى طرأ على الصادرات والسياحة وحجم الاستثمارات المباشرة بما يؤكد أن مصر تخرج بالفعل من عنق الزجاجة وأنها سوف تنتصر.

نقلا عن الاهرام القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحلام جماعة الإخوان المستحيلة أحلام جماعة الإخوان المستحيلة



GMT 22:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

هل من تغيير وزاري.. وما الذى نطمح إليه؟

GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 02:41 2016 الأحد ,15 أيار / مايو

الألوان في الديكور

GMT 15:53 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

إقبال على مشاهدة فيلم "Underwater" فى دور العرض المصرية

GMT 15:43 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

مجلس المصري يغري لاعبيه لتحقيق الفوز على الأهلي

GMT 14:25 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تُوصي بالنوم للتخلّص مِن الدهون الزائدة

GMT 17:44 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يستغل الخلاف بين نجمي باريس سان جيرمان

GMT 03:56 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

عبدالله الشمسي يبتكر تطبيقًا طبيًا لمساعدة المرضى

GMT 14:00 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

أودي تطرح أفخم سياراتها بمظهر أنيق وعصري

GMT 17:49 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

مدير المنتخب الوطني إيهاب لهيطة يؤجل عودته من روسيا

GMT 19:33 2020 السبت ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل مغني الراب الأمريكي كينج فون في إطلاق نار بأتلانتا

GMT 23:01 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

شبح إلغاء السوبر الأفريقي يطارد الزمالك والترجي

GMT 13:42 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon