توقيت القاهرة المحلي 08:25:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عاشت وحدة وادى النيل

  مصر اليوم -

عاشت وحدة وادى النيل

بقلم : مكرم محمد أحمد

لا أعرف على وجه التحديد أسباب الضجة الكبرى التى يفتعلها أتباع حزب المؤتمر الذى يديره الرئيس «البشير» مع رفاقهم من جماعة الإخوان فى السودان حول تصريحات وزير الإعلام السودانى الدكتور «أحمد بلال» التى أطلقها فى مصر فى لقائه ضمن وزراء الإعلام العرب مع الرئيس «عبدالفتاح السيسى» الذى بادره قائلاً إن مصر لا يمكن أن تكون سبباً للإضرار بمصالح الشعب السودانى الشقيق ولن تفعل ذلك مهما تكن المبررات..، ويبدو أن الرئيس «السيسى» كان يود طمأنة وزير الإعلام السودانى على أن القاهرة لا يمكن أن تحرض واشنطن على الإبقاء على عقوباتها ضد السودان، عكس ما تشيعه حكومة الخرطوم وبعض الدوائر الصحفية السودانية!، أو تصريحاته الأخرى خلال لقائه مع جمع من الصحفيين المصريين والعرب فى دار السفارة السودانية التى قال فيها، أن تليفزيون الجزيرة أضر بأمن مصر واستقرارها وإذا لم يكن الأخ العربى فى عون شقيقه العربى فمن الأفضل أن يصمت أو يجنب الآخرين شروره، كما أكد فيها أيضاً إن إصرار إثيوبيا على ملء خزان سد النهضة فى غضون فترة زمنية قصيره يعنى عدم وصول مياه النيل إلى كل من السودان ومصر، وأن ثمة مخاوف من أن سد النهضة المقام على فالق أرضى يمكن أن ينهار لأن انهياره يعنى موقفاً كارثياً لشعب السودان. 

ورغم أن وزير الإعلام السودانى أكد فى تصريحاته أنه يعبر عن وجهة نظر شخصية، ربما لأنه موجود فى تحالف الحكم الراهن باعتباره ممثلاً للحزب الاتحادى الذى ينادى بوحدة وادى النيل وتمزق مع الأسف إرباً، فإن ذلك لم يعفه من حملة شعواء داخل حزب المؤتمر وأمام لجنة الإعلام فى البرلمان السودانى التى اتهمته بأنه أفسد حياد الموقف السودانى بين قطر والدول الأربع السعودية ومصر والإمارات والبحرين، لأنه هاجم تليفزيون الجزيرة دون أى مسوغ، رغم أن الجزيرة قناة إخبارية مهنية قدمت نموذجا جديدا للإعلام العربى، كما تراها اللجنة السودانية!! 

وربما لا تعنينا هذه الأمور كثيراً باعتبارها خلافات واردة داخل البيت السودانى، لكن وجه العجب فى القضية أن يثير حزب المؤتمر وجماعة الإخوان هذه الضجة المفتعلة حول تصريحات وزير الإعلام السودانى فى القاهرة باعتبارها خرقاً لحياد الموقف السوداني!، بينما تصمت حكومة الخرطوم بل ترتعد قلقا من رسالة استفزازية بعث بها مراسل تليفزيون الجزيرة إلى رئيس الوزراء السوداني، الفريق الركن «بكرى صالح» يطلب منه محاكمة وزير الإعلام السودانى لأنه اختطف موقف بلاده ليقف إلى جوار الدول الأربع ، وهى الرسالة التى أظهرت للجميع بأس قناة الجزيرة فى الخرطوم وكأنها دولة داخل الدولة! 

ولا لوم ولا تثريب فى ذلك أيضاً، هذا شأن حزب المؤتمر وشأن جماعة الإخوان فى الخرطوم، كما أنه شأن حكومة الخرطوم التى تهرع فزعا من رسالة لمراسل الجزيرة فى الخرطوم وتعقد المحاكمات لوزير مسئول، جريمته الكبرى أنه طلب من تليفزيون الجزيرة أن يكف أذاه عن العرب إذ لم يكن لديه مفيد يقدمه! 

والمغزى من كل هذه الحكاية أن هناك قوى سياسية داخل الحكم فى الخرطوم وقوى أخرى حليفة لها خارج الحكم تتمثل فى جماعة الإخوان، همها الأول تخريب العلاقات بين الشعبين المصرى والسودانى بأى ثمن ومهما يكن الثمن..، ومن واجب مصر التى لم تسع أبدا للإضرار بمصالح السودان أياً كانت المسوغات أن تظل على موقفها من الشعب السودانى الشقيق ومن المصالح العليا للسودان، لأن العلاقات بين الشعبين المصرى والسودانى أقوى من أى نظام للحكم هنا أو هناك، وسوف تبقى دائماً رغم أنف حزب المؤتمر وجماعة الإخوان علاقات أبدية تربط الشعبين..، وعاشت وحدة وادى النيل، هذا ما تعلمناه شبابا وما سوف نحافظ عليه رجالا وكهولا. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاشت وحدة وادى النيل عاشت وحدة وادى النيل



GMT 07:42 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الصفحات الصفراء

GMT 03:54 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

عاربون مستعربون: لورانس العرب والصحراء

GMT 03:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

هل من أمل في مفاوضات سودانية؟

GMT 03:47 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

سلِّموا السلاح يَسلم الجنوب!

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 09:41 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

"قطة تركيّة" تخوض مواجهة استثنائية مع 6 كلاب

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

هاشتاج مصر تقود العالم يتصدر تويتر

GMT 12:10 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رفيق علي أحمد ينضم إلى فريق عمل مسلسل "عروس بيروت"

GMT 03:39 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مادلين طبر تؤكد أن عدم الإنجاب هي أكبر غلطة في حياتها

GMT 18:39 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

التفاصيل الكاملة لحريق شقة الفنانة نادية سلامة.

GMT 05:47 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على سعر الجنيه المصري مقابل الدينار الاردني الأحد

GMT 13:22 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

قائمة "نيويورك تايمز" لأعلى مبيعات الكتب

GMT 20:50 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقلوبة لحم الغنم المخبوزة في الفرن
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon