توقيت القاهرة المحلي 12:18:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صراع القوة بين روحانى وخامنئى

  مصر اليوم -

صراع القوة بين روحانى وخامنئى

بقلم : مكرم محمد أحمد

تتصاعد أزمة الثقة داخل الحوزة الحاكمة فى إيران بين تيار المحافظين المتشدد الذى يستند إلى دعم المرشد الأعلى خامنئى وتأييد الحرس الثورى وقوات الجيش والمخابرات والباسيج وأغلب أجهزة الاعلام، وبين تيار الإصلاحيين الذى يسود الشارع الإيراني، ويجسده الآن الرئيس حسن روحانى بعد نجاحه الساحق الأخير فى الفترة الثانية للانتخابات الرئاسية، وتفوقه على منافسه المحافظ آية الله رئيسى أحد أقطاب القضية القضائية المحافظة بأكثر من 5 ملايين صوت انتخابي، أكدت الضعف المتزايد لمعسكر المحافظين وافتقاده الشديد إلى المساندة الشعبية، وعجزه عن إنجاح مرشحه رغم سيطرته الكاملة على الجيش والإعلام والحرس الثوري! 

ويكاد النزاع بين المعسكرين يصل الآن إلى ذروته بعد إلقاء القبض على فريدون حسين شقيق الرئيس روحاني، مساعد رئيس الجمهورية وأحد كبار الذين شاركوا فى مفاوضات الاتفاق النووى مع الجانب الامريكى فى اتهامات مالية تتعلق بالإجراءات ولاترقى إلى حدود الجريمة، يعتقد مؤيدو حسن روحانى الذين يشكلون أغلبية معتبرة فى الشارع الايرانى وينتمى معظمهم إلى تيار الإصلاحيين أنها جزء من تخطيط يشارك فيه المرشد الأعلى خامنئي، هدفه تشويه صورة الرئيس روحانى والعمل على إفشاله تمهيدا لإقصائه بعد أن فشل المحافظون فى إسقاطه فى انتخابات الرئاسة، خاصة أن اعتقال فريدون جاء قبل أيام من موعد حلف اليمين الدستورية للرئيس روحاني، وفى خضم خلافاته المتصاعدة مع المرشد الأعلى الذى اتهم روحانى بصورة تكاد تكون مباشرة بمحاولة تمزيق وحدة الثورة الإسلامية، والسير على نهج رئيس الجمهورية الأسبق أبو الحسن الصدر الذى تم إقصاؤه من الحكم ونفيه خارج البلاد عندما اختلف مع المرشد الأعلى السابق خاميني! 

ويزيد من تصميم تيار المحافظين على حصار روحانى والعمل على إقصائه احساسهم بعد الفوز الساحق لروحانى أنهم فقدوا سيطرتهم على الشارع السياسى فى ايران رغم ما يملكونه من أسباب القوة.. وهذا فى حد ذاته يشكل متغيرا مقلقا يعيد إلى ذاكرة المحافظين مشهد الثورة الخضراء التى شارك فيها الشباب الإيرانى بنسب عالية، كما شاركت فيها المرأة الإيرانية التى ضاقت ذرعا بقيود المحافظين وكبتهم الشديد للحريات العامة والخاصة، وكان يمكن أن تؤدى إلى إسقاط حكم الملالى لولا أن تم قمعها بقسوة بالغة! 

ومايزيد من حدة الصراع الداخلى فى إيران حدة الصراع بين الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبى حول مصير الاتفاق النووى الإيراني، وكيفية التعامل مع طهران، فعلى حين تعتقد إدارة الرئيس الأمريكى ترامب أن الاتفاق النووى مع طهران يحتاج إلى مراجعة شاملة تلزم إيران وقف تجاربها الصاروخية، وأن الوسيلة المثلى لتحقيق هذا الهدف تكمن فى فرض عقوبات جديدة على إيران، يعتقد الأوروبيون بضرورة احترام الاتفاق النووي، خاصة أن الوكالة الدولية للطاقة النووية أكدت التزام طهران بتنفيذ كافة بنوده، وأن فرض عقوبات جديدة على إيران ربما لن يكون مجديا وسوف يستغلها تيار المحافظين لإحكام قبضتهم على حكم طهران، بينما يمكن لبناء علاقات طبيعية مع إيران، والمشاركة الغربية الواسعة فى مشروعاتها الاستثمارية الضخمة، وتنشيط علاقاتها التجارية مع العالم الخارجى فى سوق نشيطة مفتوحة أن يؤدى الى تقوية تيار الاعتدال داخل الحوزة الحاكمة ولايزال الصراع مستمرا على الجبهتين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صراع القوة بين روحانى وخامنئى صراع القوة بين روحانى وخامنئى



GMT 07:42 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الصفحات الصفراء

GMT 03:54 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

عاربون مستعربون: لورانس العرب والصحراء

GMT 03:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

هل من أمل في مفاوضات سودانية؟

GMT 03:47 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

سلِّموا السلاح يَسلم الجنوب!

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 09:41 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

"قطة تركيّة" تخوض مواجهة استثنائية مع 6 كلاب

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

هاشتاج مصر تقود العالم يتصدر تويتر

GMT 12:10 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رفيق علي أحمد ينضم إلى فريق عمل مسلسل "عروس بيروت"

GMT 03:39 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مادلين طبر تؤكد أن عدم الإنجاب هي أكبر غلطة في حياتها

GMT 18:39 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

التفاصيل الكاملة لحريق شقة الفنانة نادية سلامة.

GMT 05:47 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على سعر الجنيه المصري مقابل الدينار الاردني الأحد

GMT 13:22 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

قائمة "نيويورك تايمز" لأعلى مبيعات الكتب

GMT 20:50 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقلوبة لحم الغنم المخبوزة في الفرن
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon