توقيت القاهرة المحلي 11:15:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ترامب وتيلرسون شراكة متعبة!

  مصر اليوم -

ترامب وتيلرسون شراكة متعبة

بقلم : مكرم محمد أحمد

رغم مايؤكده الظاهر عن عمق العلاقات التي تربط الرئيس الامريكي ترامب بوزير خارجيته ركس تيلرسون ، وانهما يجيئان من خلفية واحدة هي عالم رجال الاعمال ولم يسبق لأي منهما أن شغل منصبا حكوميا أو نيابيا بما يزيد من فرص تفاهمهما المتبادل، ويتواصلان عبر المحمول بصورة مباشرة وربما اكثر من مرة في اليوم الواحد طبقا لرواية صحيفة الواشنطن بوست، ثمة ما يشير الي سباق محموم بين البيت الابيض الذي يشغله رئيس حاد المواقف، زاعق في تصريحاته وتغريداته علي تويتر، يصعب التنبؤ بمواقفه، يجب ان يملأ وحده كادر الصورة، لايعبأ باختلاف رأيه مع كبار مساعديه ومستشاريه في البيت الابيض أو الخارجية الامريكية ، وكثيرا مايتسبب ذلك في لغط وسوء فهم كبير يزيد المشاكل تعقيدا .

ويثير تساؤلات عديدة صعبة بينها علي سبيل المثال: أيهما يعبر عن الموقف الامريكي الصحيح في قضية الازمة القطرية، الرئيس ترامب الذي وصف قطر بأنها الممول التاريخي لجماعات الارهاب، ام وزير خارجيته تيلرسون الذي وصف مقترحات الدول الاربعه السعودية ومصر والامارات والبحرين بأن بعضها غير واقعي يصعب قبوله وتنفيذه!، وتمتد الاسئلة وتتنوع عن جواز تعيين جارد كاشينور صهر الرئيس ترامب وزوج ابنته المفضلة ايفانكا مسئولا عن صنع السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين رغم انعدام خبرته السياسية وفي غيبة الخارجية الامريكية التي انشغلت بهذه القضية علي مدي حقبة طويلة من الزمان؟ وهل يحق للرئيس ترامب ان ينسحب من اتفاقية باريس للمناخ دون ان يستشير وزير خارجيته تيلرسون؟!

صحيح أن كبار المسئولين في الخارجية الامريكية تنفسوا الصعداء بعد أن وافق هوي الرئيس ترامب هواهم ولم يسارع برفع العقوبات عن روسيا إثر لقائه بالرئيس بوتين علي هامش قمة العشرين في هامبورج وتوافقهما في هذا اللقاء علي أهمية تهدئة الصراع في سوريا وصولا إلي إنهاء الحرب الأهلية السورية ، الأمر الذي وضح في اتفاق الهدنة جنوب سوريا الذي يمكن أن يكون بداية لترتيبات مماثلة في مناطق سورية اخري ، كما تنفس خبراء الخارجية الأمريكية الصعداء عندما تراجع الرئيس ترامب عن لغته الدبلوماسية الخشنة تجاه الصين التي تحمل بعض الاستفزاز والابتزاز ،وعندما ظهر أخيرا أنه لايريد التسرع في تعليق الاتفاق النووي مع طهران .. غير أنه في جميع هذه الحالات كانت وجهات نظر الخارجية رغم صحتها موضع الشك والمراجعة في البيت الابيض الذي يصر علي إعادة هيكلة وزارة الخارجية وخفض موازنتها في حدود 30 في المائة وهي نسبة عالية رغم اتساع رقعة المشاكل الدولية لتشمل سوريا والشرق الاوسط وكوريا الشمالية وايران والخليج .

صحيح أن الخلافات بين الخارجية والبيت الابيض خاصة مجلس الامن القومي كانت موجودة دائما في معظم الادارات الأمريكية ، لكن مشكلة الخارجية الأمريكية الآن ، أن الذي ينافسها ويسابقها هو الرئيس الامريكي، وعندما سئل وزير الخارجية تيلرسون عن وجه الخلاف بين ادارته للخارجية الأمريكية وادائه الناجح عندما كان يرأس شركة إكسون موبيل البترولية، قال الرجل ان عمله في الخارجية مختلف تماما عن عمله في إكسون موبيل حيث كان صاحب القرار الأول والأخير ، وهذا بالطبع يجعل الحياة أسهل أما في السياسة الخارجية الأمريكية فثمة شركاء آخرين لايمكن تجاوزهم ، فضلا علي حاجة الخارجية الأمريكية بالفعل إلي نوع من إعادة الهيكلة لتصبح قادرة علي مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.ومع ذلك فالواضح الآن ، أن تليرسون بعد ستة أشهر من المراقبةوالصمت، بينما يختطف البيت الابيض دور ادارته يحاول استعادة زمام المبادرة وتغيير الصورة، يسانده بقوة الكونجرس الامريكي الذي تقلقه بعض اندفاعات الرئيس ترامب ويعتقد أن وزير الخارجية تيلرسون هو الاقدر علي تصحيح مواقفه وكبح جماحه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب وتيلرسون شراكة متعبة ترامب وتيلرسون شراكة متعبة



GMT 03:25 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

أصدقاء فلسطين... وأعداؤها!؟

GMT 02:39 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

«بوتين» وولاية خامسة

GMT 02:29 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

من يضمن أمن غزة؟

GMT 11:03 2024 الإثنين ,18 آذار/ مارس

البابا شنودة... من حكايا المحبة (٢)

GMT 10:57 2024 الإثنين ,18 آذار/ مارس

حرية الصحافة!

النجمات يستعرضن أناقتهن في شهر رمضان بالعبايات الراقية

القاهرة- مصر اليوم

GMT 10:05 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

غويتريش يُحذر من شبح مجاعة وشيكة يطوق قطاع غزة
  مصر اليوم - غويتريش يُحذر من شبح مجاعة وشيكة يطوق قطاع غزة

GMT 02:13 2021 الأربعاء ,24 آذار/ مارس

طريقة عمل سلطة الجرجير

GMT 18:31 2021 الثلاثاء ,23 آذار/ مارس

نظام غذائي للوقاية من أمراض القلب

GMT 05:24 2021 الخميس ,11 شباط / فبراير

مجموعة من أجمل تصاميم بدلات كوتور ربيع 2021

GMT 03:35 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

ميدو ينهي الجدل حول أزمة محمد الشناوي والاتحاد المصري

GMT 08:40 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ماغي فرح 2021 أقل سوءًا وهذه الأبراج اكثرحظًا

GMT 19:01 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

أرسنال يُقرر قضاء ليلة إضافية في النرويج بسبب الضباب

GMT 02:41 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رد ساخر من علاء مبارك على صورة محمد رمضان والمطرب الإسرائيلي

GMT 11:10 2020 الثلاثاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

خبيرة أسواق تعلن "سحب قاتمة تخيم على سوق النفط من جديد"

GMT 08:28 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مواعيد مباريات اليوم الاثنين 5 -10- 2020 والقنوات الناقلة

GMT 23:45 2020 الجمعة ,22 أيار / مايو

البورصة التونسية تٌغلق على ارتفاع

GMT 00:42 2020 الأربعاء ,13 أيار / مايو

دول عربية تعلن الحظر الشامل خلال عيد الفطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon