توقيت القاهرة المحلي 12:18:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إستراتيجية عربية تجاه إيران!

  مصر اليوم -

إستراتيجية عربية تجاه إيران

بقلم : مكرم محمد أحمد

حسنا أن توافق العرب فى اجتماع وزراء الخارجية العرب الذى انعقد فى القاهرة أخيرا بناء على طلب من السعودية على عدم تصعيد فرص الصدام العسكرى مع إيران الآن، والاكتفاء بالذهاب إلى مجلس الأمن الدولى لفضح عدوانها على الأمن العربى فى السعودية واليمن حيث تحرض الحوثيين وتمدهم بكميات هائلة من الصواريخ يطلقونها من جنوب اليمن فى جيزان ونجران على أهداف حيوية فى الرياض بينها المطار الدولى، ووفقا لتصريحات مصادر سعودية رسمية فإن أكثر من 80 صاروخا إيرانيا أطلقت من اليمن على السعودية، فضلا عن أن معظم العواصم العربية خاصة فى المشرق تقع الآن فى مرمى الصواريخ الإيرانية كما يقول أحمد أبوالغيط أمين الجامعة العربية بما يؤكد تهديدها للأمن القومى العربى دون أن يكون هناك مبرر لهذا العدوان، بحيث يمكن القول إن البرنامج النووى الإيرانى وبرنامجها الصاروخى يهددان أمن العرب بصورة مباشرة بأكثر من تهديد أمن إسرائيل، فضلا عن تدخلها السافر فى الشأن العربى وسعيها الذى لا يتوقف لتخريب دول الخليج سواء فى المنطقة الشرقية حيث توجد نسبة من السكان الشيعة العرب فى السعودية والبحرين وباقى دول الخليج وصولا إلى الكويت، لا تتوقف طهران عن محاولة استخدامهم لتفكيك دول الخليج، والأمر المؤكد أن خطط طهران تستهدف أيضا التخطيط لفتنة كبرى تثير حروبا طائفية لا هدف لها سوى تمزيق الشرق الأوسط، وإثارة حرب طائفية تخرب العالم العربى من داخله بين الشيعة والسنة.

اختار العرب فى اجتماع الجامعة العربية الأخير ضبط النفس رغم تدخل إيران السافر فى لبنان وتشجيعها حزب الله على أن يكون دولة فوق الدولة، يستأثر دون أى حق شرعى بقرار الحرب والسلم فى مجمل شرق المتوسط العربى، لأن حزب الله أضحى أكثر قوة من الجيش اللبنانى، ويساعد الحوثيين فى اليمن ومن المؤكد أن الحرس الثورى الإيرانى هو الذى يدرب الحوثيين على إطلاق الصواريخ الإيرانية لتضرب أرض السعودية، ويحارب بجنوده خارج لبنان ويمد عدوانه إلى العديد من بلاد العرب بينها مصر، والواضح من محاولات مصر أن جهودها فشلت فى كبح جموح طهران ولم تحقق النتائج المرجوة خاصة أن تصرفات إيران تتطلب ردا عربيا واضحا يشكل إنذارا واضحا لإيران بأن العرب لن يصبروا كثيرا على عدوان طهران التى تدعم حركات الإرهاب فى العالم العربى، بحيث يكون هناك موقف عربى واحد يدين الأداء الإيرانى فى لبنان والسعودية والبحرين واليمن أمام مجلس الأمن والعالم أجمع.

وحسنا فعل أحمد ابو الغيط أمين الجامعة العربية عندما بدأ مؤتمره الصحفى أمس الأول مؤكدا أن هدف مؤتمر وزراء الخارجية العرب ليس إعلان الحرب العربية ضد إيران، وإنما هدفه المباشر إرسال رسالة واضحة ومباشرة إلى طهران بأن العرب ضاقوا ذرعا بهذه السياسات التى تأخذ المنطقة إلى حافة الهاوية، لكن رفض العرب الحرب مع إيران الآن، لا يعنى الصمت على تصرفات طهران ولا يعنى الخوف من طهران لأن إيران مهما ادعت أو أنكرت أضعف كثيرا من حالها السابق، هزمها صدام حسين إلى حد جعل آية الله خامنئي يتجرع كأس السم وهو فى عز شعبيته وقوته، وهى الآن بحوزتها الدينية المنقسمة على نفسها بين المحافظين والاصلاحيين اضعف كثيرا، خاصة بعد قرارها الأخير باعتقال الرئيس السابق محمد خاتمى داخل منزله فضلا عن أن مرشدها الأعلى الآن على خامنئي لم يفلح رغم جهوده الضخمة فى انتخابات الرئاسة السابقة فى ترجيح كفة مرشحه إبراهيم رئيسى الذى سقط أمام الرئيس حسن روحانى الذى تعرض خلال حملته الانتخابية لهجوم ضار من المرشد الأعلى وصل إلى حد إتهامه بالتواطؤ مع أعداء الثورة، ولا أظن أن طهران التى لا تزال على مبدأ تصدير الثورة خارج أراضيها قد تعلمت شيئا من تجربة حكمها يجعلها تدرك أن التدخل فى الشأن الداخلى للدول والشعوب بات أمرا مرفوضا ومستنكرا من الجميع .

وربما يكون الذهاب إلى مجلس الأمن لفضح تدخلات إيران فى أمن الدول العربية الإنجاز الأفضل شريطة إعداد ملف التدخل على نحو جيد ومقنع وأن إيران تستحق بجدارة لقب (الراعى الأكبر للإرهاب فى العالم) كما فازت قطر بلقب (الممول التاريخى للإرهاب) الذى كان أول من أطلقه الرئيس الأمريكى ترامب، وأظن أن التركيز فى المرحلة الراهنة ينبغى أن يكون على حزب الله الذى أصبح مجرد أداة فى يد طهران وعلى أمينه حسن نصر الله الذى ضبط أخيرا متلبسا بالكذب الفاضح، وما أريد أن أقوله واضحا فى النهاية إن على العرب أن تكون لهم إستراتيجية وسياسة واضحة مع إيران تتقاطع أو تتلاقى أو تختلف مع إستراتيجية ترامب، لكنها إستراتيجية عربية خالصة لأن مثل هذه الإستراتيجية تكون أفضل وأكثر تأثيرا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إستراتيجية عربية تجاه إيران إستراتيجية عربية تجاه إيران



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 09:41 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

"قطة تركيّة" تخوض مواجهة استثنائية مع 6 كلاب

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

هاشتاج مصر تقود العالم يتصدر تويتر

GMT 12:10 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رفيق علي أحمد ينضم إلى فريق عمل مسلسل "عروس بيروت"

GMT 03:39 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مادلين طبر تؤكد أن عدم الإنجاب هي أكبر غلطة في حياتها

GMT 18:39 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

التفاصيل الكاملة لحريق شقة الفنانة نادية سلامة.

GMT 05:47 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على سعر الجنيه المصري مقابل الدينار الاردني الأحد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon