توقيت القاهرة المحلي 12:39:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

...لكي تعود إسرائيل إلى موقعها المنبوذ

  مصر اليوم -

لكي تعود إسرائيل إلى موقعها المنبوذ

وائل عبد الفتاح

ـ 1 ـ ...المفارقة المدهشة أن كل شيء لم يعد طبيعياً في العالم العربي إلا إسرائيل. الكيان المنبوذ الباحث عن اعتراف وخطة زرع مضافة على «سايكس بيكو»، تحوّل إلى «المعترف به» سراً أو جهراً... لكن الأهم «واقعاً...». وليست المشكلة في الاعتراف من عدمه أو التعامل مع إسرائيل على أنها «دولة» أو «كيان» ...لكن في التعامل وكأن إسرائيل لم تعد عابرة، لتبدو اليوم في حصنها الحصين. كأنها الشيء المستقرّ وسط محيط من العبث واللامنطق... واللا قانون. المعادلة لم تنقلب فقط، ولا الهزيمة استحكمت، لكننا نواجه ما أخفته سنوات ما بعد «وعد بلفور»، ومتتالياتها من «النكبة» إلى «النكسة»... نواجه فشل الدول في أن تكون «دولاً...» لم يعد باقياً منها إلا قطع بازل لملعب أممي كبير. ...ليست دولاً هذه البلاد... إنها قبائل وطوائف، دينية ومؤسساتية، و«مشاريع دول تحت الإنشاء»، تتصارع لترث احتلال الأرض التي تركها الاستعمار الأجنبي. ...هذه الأنظمة ما زالت ترفض ترك السلطة ولو تحوّلت إلى مومياء، أو حكمت من على مقعدها المتحرك. هذه شعوب في أسر «سلطتها العاجزة...» تلك السلطة التي تدافع عن كونها «قدراً...» ولا شيء لديها إلا قتل الخصوم... بينما تترك مواجهة إسرائيل للمتطرف الأممي القادم من الكهوف. ـ 2 ـ إنه التيه الكبير... بين الحاكم من على كرسي العجز إلى المتطرّف الأممي الهائم باحثاً عن تمويل لحرب انتظار الخلافة... بينهما فراغ كبير تنتشر فيه روح الهزائم، برغم الثورات أو محاولات التغيير... برغم استمرار النوستالجيا لأغاني الحماسة... وبرغم أن هناك «فرصة» على هذه البلاد أن تبني فيها دولاً قوية... وهذا أخطر على إسرائيل من كل الحروب. لكن الفرصة دفعت دفعاً إلى خوض مغامرة عبور «التيه الكبير» بين المتطرف والعاجز... وأصبح خوض الحرب ضد المتطرف، التكفيري هي الحرب وبما تحمله من معنى فإن الدفاع عن «النظام» أصبح دفاعاً عن الدولة أو مشروعها... في استمرار واضح لتصوّر يلغي المجتمع أو يضعه في أسر النظرة البائسة بأنهم رعايا... لا مواطنون... ـ 3 ـ الأمل إذن في التحوّل إلى المواطنة... بدلاً من بحث المواطن عن بطاقة عضوية في طائفة، قبيلة من المحظوظين بالسلطة والثروة، أو الاصطفاف في طوابير الرعايا، وترك كل شيء في يد سلطة لم يعد لديها إلا إصرارها على البقاء أو الفناء على يد المتطرّف التكفيري... بدلاً من هذا هناك أمل في دفاع المجتمع عن قوته، قدرته على الهروب من التيه الكبير ووصول التغيير إلى «ثقافته» أو «مفاهيمه» لتنمو ببطء أجهزة مناعة ضد قبول العنصرية والفاشية والاستيطان والتوسّع، ضد قبول الاحتلال من أساسه كطبيعة دولة مقامة على أرض مسروقة، أو دول تحتل شعوبها... الرفض غالباً له جذور واحدة... فالحرب مع إسرائيل ليس مجرّد مواجهات عسكرية، أو بطولات حناجر. إنها مفهوم كامل للحياة والإنسانية، إذا دافعت عنها ستعود إسرائيل منبوذة إلى «عزلتها». نقلاً عن "السفير"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لكي تعود إسرائيل إلى موقعها المنبوذ لكي تعود إسرائيل إلى موقعها المنبوذ



GMT 03:53 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الأهرامات مقبرة «الرابرز»!!

GMT 03:51 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الشعوب «المختارة»

GMT 03:49 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

اللاجئون إلى رواندا عبر بريطانيا

GMT 03:48 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

المقاومة الشعبية والمسلحة

GMT 03:38 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

خطر تحت أقدامنا

GMT 03:35 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عصر الكبار!

GMT 03:33 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بشارة يخترع نفسه في (مالمو)

GMT 03:30 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الغواية وصعوبة الرفض!

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 06:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يقضي على التهاب المفاصل بأطعمة متوافرة

GMT 03:14 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تنتقد التبذير في جهاز العرائس

GMT 14:30 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

"مايكروسوفت" تؤجل إعادة فتح مكاتبها بالكامل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon