عماد الدين أديب
قضى الأمر، وأصبح من الواضح أن السباق الرئاسى فى مصر هو ثنائى بين المشير عبدالفتاح السيسى والأستاذ حمدين صباحى.
وأصبح من الواضح أيضاً أن المعركة سوف تكون من جولة واحدة بدون إعادة.
إذن الطريق نحو انتخابات الرئاسة بلا صوت يعبر عن اتجاه الإسلام السياسى.
نحن أمام مرشح يقول إنه يعبر عن ثورة يناير، وآخر قام بدعم وإنجاح ثورة يونيو.
نحن أمام مرشح عاش حياته مدنياً، وآخر تقلد كل المناصب والرتب العسكرية حتى وصل إلى رتبة المشير.
الاثنان ينتميان إلى ذات المدرسة المتأثرة بفكر الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر، وبالعدالة الاجتماعية، وبدور مصر العربى، وبعدم الانحياز.
الاثنان من ذات المرحلة العمرية ويعبران عن ذات الجيل.
نحن لا نتحدث عن حالة تناقض وتضاد وصراع فى المصالح والأفكار مثل حالة الانتخابات الرئاسية عام 2012، حينما كان الصراع والتضاد حاداً بين الفريق أحمد شفيق والدكتور محمد مرسى.
المعركة ليست من يفوز، ولكن المعركة تختصر فى الإجابة عن سؤالين: الأول هو النسبة التى سوف يحصل عليها الفائز، والثانى -وهو السؤال الأهم - وهو نسبة المشاركة فى هذه الانتخابات؟
نسبة المشاركة بالغة الأهمية لثلاثة أسباب:
الأول: أن الإقبال على المشاركة يعنى أن ما حدث هو تعبير عن إرادة شعبية واسعة وليس مجرد مسألة استيلاء على سلطة، كما يدعى الإخوان وأنصارهم.
الثانى: أن اهتمام الجماهير، وبالذات حزب الكنبة، لم يقل منذ ثورة 30 يونيو، بل ما زال على حاله.
الثالث: أن الفائز سوف تكون لديه، فى حالة الفوز بنسبة كبيرة من خلال مشاركة واسعة، مشروعية وقوة دفع سياسية تساعده على اتخاذ القرارات الصعبة فى ملفات الاستقرار والأمن والاقتصاد فى فترة حكمه الأولى.
أخطر ما يمكن أن يهدد هذه الانتخابات هو وصول تطلعات كبيرة من المجتمع إلى قناعة سلبية بعدم المشاركة من منظور أن النتيجة محسومة سلفاً فلا معنى للمشاركة، أو أن المقاطعة هى خير سبيل للتعامل معها.
المعركة ليست سهلة، وليست محسومة سلفاً.
"نقلًا عن جريدة الوطن"