عماد الدين أديب
منذ أربعة أشهر، قام وزير الخارجية السعودى، الأمير سعود الفيصل بجهود دبلوماسية للتوفيق بين القاهرة والدوحة.
رتب الأمير سعود، المعروف بحكمته، وخبرته الدبلوماسية التى تعدت الـ40 عاماً لقاءً شخصياً فى منزله بباريس بين شخصية مصرية رفيعة المستوى، ونظيرها من الجانب القطرى.
كان هدف اللقاء هو وقف تدهور العلاقات المصرية القطرية عقب ثورة 30 يونيو 2013.
حاول المسئول القطرى فى هذا اللقاء أن يشرح ما سماه الأسباب الموضوعية التى تجعل قطر تعترض على ما حدث فى مصر.
وأكد المسئول القطرى أن ما تذيعه قناة الجزيرة هو أمر يعبر عن القناة وسياستها التحريرية ولا يعبر بالضرورة عن النظام السياسى فى قطر.
كان المسئول المصرى واضحاً وحازماً وشفافاً فى هذا اللقاء وأكد بما لا يدع مجالاً للشك على الآتى:
1- أن مصر لا تتدخل فى سياسات قطر الداخلية، لأنها تؤمن بعدم التدخل فى شئون الغير، وهى أيضاً لا يعنيها مواقف قطر من الدول الأخرى، طالما أن هذه المواقف لا تؤثر بالسلب على المصالح المصرية العليا.
2- كرر المسئول المصرى بشكل واضح أن مساندة قطر لجماعة الإخوان فى مصر وتنظيمها الدولى فى الخارج، تعتبر عملاً عدائياً ضد الدولة والشعب فى مصر.
3- قال المسئول المصرى لنظيره القطرى ما يحدث من تغيير فى داخل النظام فى مصر عقب 30 يونيو هو تعبير عن إرادة ملايين المصريين، وليس مقبولاً بأى شكل من الأشكال أن تسعى أى قوى خارجية لتغيير تلك الإرادة.
انتهى الاجتماع بعدما أيقن وزير الخارجية السعودى عمق الخلاف بين القاهرة والدوحة.
وتطورت الأمور إلى أن تدهورت العلاقة بين قطر ودول مجلس التعاون الخليجى.
وما أعلن منذ ساعات فى الرياض عن جهود احتواء الأزمة مع قطر داخل بيت مجلس التعاون الخليجى واحتمال عودة السفراء بين السعودية والإمارات والبحرين من ناحية، وقطر من ناحية أخرى، هو أمر يدعو إلى التفاؤل الحذر من الجانب المصرى، خاصة إذا شاهدنا مواقف عملية من جانب الدوحة تجاه قيادات جماعة الإخوان الذين يتم احتضانهم سياسياً ومادياً ومعنوياً من الجانب القطرى.
سوف تثبت الأيام والأسابيع القليلة المقبلة مدى رغبة ومصداقية الدوحة فى مراجعة مواقفها الإقليمية وسياستها الإعلامية ومدى رغبتها الحقيقية فى رأب الصدع مع كثير من الأشقاء العرب.
يتردد فى الرياض أن هذه التعهدات سوف توضع تحت المتابعة والمراقبة طوال الأشهر الثلاثة المقبلة.
إذن، دعونا نراقب وننتظر بعيون مفتوحة وتفاؤل حذر للغاية.
"الوطن"