عماد الدين أديب
نحن فى عصر أضعف رئيس حكم الولايات المتحدة الأمريكية، وأقوى رئيس حكم روسيا الاتحادية.
أضعف رئيس أمريكى، وأقوى رئيس روسى، تلك هى المعادلة.
نحن فى مصر أمامنا حوالى 30 شهراً فى ظل رئيس أمريكى ضعيف، ورئيس روسى يعد نفسه، لكى يحكم مدى الحياة بقوة الأمر الواقع وبالتلاعب بالدستور.
أما أوروبا، وتحديداً دول الاتحاد الأوروبى، فهى منشغلة -بالدرجة الأولى- بثلاث قضايا رئيسية هى: أزمة الاقتصاد الأوروبى، وضعف معظم الأحزاب الحاكمة -عدا ألمانيا-، وتنامى دور الأحزاب اليمينية المتشددة بشكل يبعث على القلق.
هذا هو العالم المعاصر الذى سوف يتعين على رئيس مصر القادم أن يفهم جيداً حقيقة العلاقات الدولية المعاصرة وعمل تصور استراتيجى للتعامل معها بشكل واعٍ يحقق المصالح المصرية العليا.
أزمة رهانات مصر الدولية منذ 23 يوليو 1952 أنها كانت تقع فى قبضة قوة دولية واحدة، بمعنى: نحن بقوة مع طرف ونقف بقوة ضد طرف آخر.
تارة كنا مع الاتحاد السوفيتى الصديق، وضد العدو الإمبريالى الأمريكى، وتارة أخرى كنا نرى فى موسكو والشيوعية العدو الأكبر، وكنا نراهن على واشنطن، على أساس أنها تمسك بـ99٪ من أوراق اللعبة.
وفى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك كنا نتعامل مع الصديق الأمريكى بعلاقة حب وشكوك فى آن واحد.
أما فى عهد الرئيس السابق محمد مرسى، فكانت علاقتنا مع واشنطن علاقة تنسيق أمنى مع إسرائيل بشكل فيه تفريط غير مسبوق فى سيادتنا الوطنية.
إذن، ماذا نريد من الرئيس الجديد؟
نحن نريد سياسة خارجية متوازنة واعية بقواعد العلاقات الدولية نستطيع من خلالها التعامل مع الجميع من أجل تعظيم المصلحة الوطنية المصرية العليا.
إن أى سياسة خارجية لا تؤتى ثمارها باقتصاد أفضل، وتنويع لمصادر السلاح، وتحقيق السيادة الوطنية المصرية فى العلاقات الدولية تصبح غير ذات جدوى.
نحن نريد من رئيس مصر القادم أن يقف على مسافة واحدة من قوى العالم، ولا يرتكب الخطأ التاريخى فى الرهان المنفرد على قوة دولية واحدة دون غيرها.
نريد رئيساً يفهم العالم المقبل!
"الوطن"