توقيت القاهرة المحلي 23:07:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

على قلب رجل واحد

  مصر اليوم -

على قلب رجل واحد

عماد الدين أديب

هناك بعض العبارات المأثورة التى تستخدمها النخبة فى مصر يصعب على عقلى المحدود أن يستوعبها أو يفهم عمق معانيها! من هذه العبارات الخالدة عبارة «إننا جميعاً فى هذه المسألة نقف على قلب رجل واحد»! وأحياناً يتشدق البعض بقوله «إن ملايين المصريين يقفون على قلب رجل واحد». السؤال كيف يقف الملايين من ذوى العقول المختلفة، والثقافات المتباينة، والطبقات الاجتماعية المتعددة، والرؤى السياسية المتضاربة على قلب رجل واحد؟ هل هذا الأمر من الممكن عملياً أن يحدث؟ هل يمكن للجميع أن يلغوا عقولهم وثقافاتهم ومصالحهم ويسيروا كالعميان خلف فكرة واحدة أو أمر صادر من مجهول؟! عبارة «قلب رجل واحد» هى عبارة استبدادية يتم بها إلغاء أهم ما ميز به الله البشر وهو القدرة على المفاضلة بين البدائل. لم يخلق الخالق البشر على هيئة واحدة ولو أراد ذلك -وهو ليس عليه بمستحيل- لكانوا على عقل واحد، وإرادة واحدة، وقلب رجل واحد! إن حكمة الله فى خلقه هى منطق الاختلاف وحكمة التباين، وعظمة صراع الفكرة مع الأخرى حتى يؤدى ذلك إلى فكرة ثالثة أكثر نضوجاً! ومن العبارات الأخرى الاستبدادية حينما يبدأ أحدهم الحوار معك بقوله «ومما لا شك فيه». السؤال ما القضية التى اتفقت عليها البشرية جمعاء دون شك فيها؟! فلسفة الشك هى أساس منهج التفكير العلمى والفلسفى، ودون الشك لم يصل أى إنسان إلى اليقين الراسخ أو الإيمان العميق. إلغاء الشك هو إلغاء العقل وتجميد المنهج العلمى! إن أزمة العقل السياسى المصرى أنه أصبح يتحرك من خلال مجموعة من المسلمات سابقة التجهيز! إنها مقدمات خاطئة تؤدى بالضرورة إلى نتائج خاطئة! بالطبع تصبح كارثة الكوارث إذا ابتلانا الله بسياسى مصرى يبدأ معك حواره بـ«كوكتيل من الكوارث الفكرية» حينما يقول لك: «ومما لا شك فيه أن ملايين المصريين يقفون فى هذه القضية على قلب رجل واحد»! يا ساتر.. استر! نقلاً عن"جريدة الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على قلب رجل واحد على قلب رجل واحد



GMT 22:00 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

«بخ» !!

GMT 21:59 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

الطريق إلى الجحيم!

GMT 21:57 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

مأساة السودان

GMT 21:27 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

حرب أوكرانيا... واحتمال انتصار الصين!

GMT 21:04 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

7 ساعات إلى إسرائيل!

GMT 20:56 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

«اللامعقول» يكسب

GMT 20:50 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

حزب الكراهية

GMT 20:45 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

ماذا لو لم ترد إيران؟

نوال الزغبي تستعرض أناقتها بإطلالات ساحرة

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 11:27 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

ألوان الطبيعة أبرز اتجاهات الديكور هذا الربيع
  مصر اليوم - ألوان الطبيعة أبرز اتجاهات الديكور هذا الربيع

GMT 08:53 2024 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

القمر في منزل الحب يساعدك على التفاهم مع من تحب

GMT 03:08 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

الجمباز المصري يعلن رفع الإيقاف عن ملك سليم لاعبة المنتخب

GMT 11:19 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على آداب تناول الطعام

GMT 22:15 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

حادث سعيد سبب ابتعاد كندة علوش عن الساحة الفنية

GMT 11:37 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

تعيين الأمير بدر بن عبدالله رئيسًا لمجموعة قنوات "mbc"

GMT 16:36 2021 الأربعاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

"CHANEL" تطلق مجموعة الملابس الجاهزة لربيع وصيف 2022
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon