توقيت القاهرة المحلي 02:04:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حزام ناسف على العقل

  مصر اليوم -

حزام ناسف على العقل

عماد الدين أديب

فى منطقة سامراء بالعراق يوجد قصر عظيم مكون من خمسة طوابق كان يستخدمه أمراء الخلافة العباسية. فى الدور الأخير «أى الروف جاردن» يوجد مجلس رائع تتوسطه حفرة عميقة حفرها الخليفة «المعتمد» أمام كرسى الخلافة، بحيث إذا ما جلس الخليفة أطل عليها وشاهد ما يحدث فيها. كانت تلك الحفرة هى المكان الذى يلقى فيه أعداء الدولة ويربَطون بحبل عظيم بشكل مقلوب بمعنى «رأسهم إلى أسفل ومؤخرتهم إلى أعلى»، ويبقون هكذا أحياء بلا مأكل ولا مشرب. وإمعاناً فى التعذيب كانوا يضعون «خازوقاً» موجهاً صوب مؤخرة من يتم تعذيبه، وكان الجلاد يأتى كل يوم ويدخل هذا الخازوق عدة سنتيمترات إضافية فى مؤخرة عدو الدولة. يحدث ذلك بينما الخليفة المعتمد يجلس على كرسى الخلافة يشاهد فى تلذذ وسعادة. وكثير من الذين تعذبوا بهذه الطريقة الوحشية أثبت التاريخ براءتهم بل كامل ولائهم للدولة والخليفة. إن منطق الظلم والافتراء على الناس قديم قدم نزول سيدنا آدم من السماء إلى الأرض. ولهذه الأسباب كانت عدالة السماء هى العنصر الحاسم والغالب الذى لا يعلوه شىء فى إنصاف الناس وتبرئة المظلومين. حالة «الفرعونية» التى تصيب بعض المصريين هى حالة الشعور بالسيطرة والنزوع إلى الاستبداد بالآخرين، استغلالاً لسلطة زمنية مؤقتة، هى آفة العقل المصرى المعاصر. أى إنسان يمتلك سلطة مهما كانت محدودة -للأسف- يستبد بها حتى لو كان خفيراً على عشة أو عامل نظافة على دورة مياه! منطق أننى أمتلك الأرض وما عليها وأستطيع أن أفعل بالعباد والبلاد ما أريد، هو منطق تدميرى أهلك كل من تبناه وأطاح بكل من عاش به. إن التاريخ ملىء بالدروس والعبر لما حدث لـ«هولاكو، وهتلر، وموسولينى، وتشاوشيسكو، وصدام حسين، ومعمر القذافى، وأسامة بن لادن». أزمة البعض منا أنهم لا يقرأون التاريخ، وإذا قرأوه لا يفهمونه، وإذا فهموه لا يتدبرون معانيه، وإذا تدبروها لا يعملون بها، وإذا عملوا بها أخطأوا الطريق وأساءوا العمل! إن تلك الهيستيريا التى تسيطر على فئات متعددة من المجتمع، وتلك الروح الانتقامية التى تتملك نفوس البعض هى مثل الطوفان الكاسح الذى سوف يأكل الأخضر واليابس. إننا فى زمن غاب فيه العقلاء وارتدى فيه البعض حزاماً ناسفاً فوق عقولهم وضمائرهم! "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حزام ناسف على العقل حزام ناسف على العقل



GMT 01:49 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الصدر والحكيم والهوية المُركبة

GMT 01:43 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الأردن بين إيران وإسرائيل

GMT 00:00 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

معركة الاتحاد غير العادلة

GMT 00:00 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

المخادعون

GMT 00:00 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ نجم معرض أبوظبي للكتاب

GMT 20:40 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

«النتيتة» والصواريخ وفيتامينات الشرح

GMT 00:00 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

من هم العلماء؟!

GMT 05:21 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

سوف يكون يوماً فظيعاً

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:24 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

"الثعابين" تُثير الرعب من جديد في البحيرة

GMT 22:38 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

نادي سموحة يتعاقد مع محمود البدري في صفقة انتقال حر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon