توقيت القاهرة المحلي 12:18:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حوار على مقهى

  مصر اليوم -

حوار على مقهى

عماد الدين أديب

بينما كنت أرتشف القهوة على أحد المقاهى فى عاصمة عربية، بادرنى شاب متحمس بالتحية، وسألنى إذا كان من الممكن أن يطرح علىّ بعض الأسئلة التى تؤرقه بالنسبة إلى الأوضاع فى مصر المحروسة. وفى تلك الدقائق، دار بيننا الحوار التالى: الشاب: يا أستاذ نحن فى غاية القلق بالنسبة إلى الأوضاع فى مصر. العبد لله: خير.. ما الذى يشغلك؟ الشاب: ما نراه فى «الجزيرة» وما نقرأه على بعض المواقع حول الأوضاع فى مصر الحبيبة يجعلنا نشعر وكأن البلد سوف ينهار! العبد لله: يا سيدى مصر أقدم دولة فى التاريخ، وقد مرت عليها ظروف وأزمات ونكبات أقوى وأصعب من ذلك، وما زالت والحمد لله باقية. الشاب: كيف يا أستاذ؟ العبد لله: دخل نابليون غازياً مصر، ودخل الإنجليز الإسكندرية فى احتلال دام أكثر من 70 عاماً، وتكالبت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر عام 1956. وفقدت مصر شبه جزيرة سيناء فى هزيمة 1967، ومات «عبدالناصر»، وقُتل «السادات»، وسُجن «مبارك»، وذهب المجلس العسكرى، وتم عزل «مرسى» والبلد باقٍ والشعب حى يُرزق. الشاب: قد يكون الشعب حياً، لكنه لا يُرزق، فالوضع الاقتصادى لديكم شديد العصوبة. العبد لله: لقد وضعت يدك على الجرح النازف فى مصر، وهو الوضع الاقتصادى الصعب، خصوصاً أن مطالب الناس فى حياة أفضل وخدمات أكثر جودة، واستقرار أكثر ثباتاً، تضغط على أى حاكم سوف يتولى شئون البلاد. الشاب: ومن تعتقد أنه الأفضل فى حكم مصر ورئاستها؟ العبد لله: السؤال الصحيح ليس من يحكم مصر؟ ولكن السؤال الذى يجب أن يُطرح هو كيف وتحت أى نظام حكم! الشاب: اشرح لى يا أستاذ؟ العبد لله: أى حاكم سوف يحكم مصر سواء كان فى قوة «بوتين»، أو ديناميكية مستشارة ألمانيا أو ذكاء رئيس وزراء بريطانيا، فى النهاية يحتاج إلى 3 عناصر للنجاح لا بديل عنها. الشاب: مقاطعاً ما هى؟ العبد لله: أول هذه الشروط معارضة سلمية لا تحمل السلاح ضد النظام، وثانيها توافق سياسى وشعبى على سياسات واضحة وثالثها إعمال دولة العدل والقانون والإنصاف للجميع. الشاب: وهل هناك من يستطيع أن يفعل ذلك؟ العبد لله: الإجابة ليست عند الحاكم، ولكن عند إرادة المجتمع! الشاب: كيف؟ العبد لله: السؤال الكبير هو هل قررت النخبة فى مصر أن تبنى وطناً أم أن تنتحر سياسياً من خلال رغبة الكل فى تدمير الكل؟ ارتشف الشاب قهوته وفكر ملياً فيما قلته، ثم استأذن بالانصراف دون أى تعليق، وتركنى شارداً أفكر فى مستقبل المحروسة، وانتهى الحوار. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حوار على مقهى حوار على مقهى



GMT 23:33 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الجولة السادسة

GMT 23:32 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

ابن حسن الصباح

GMT 23:28 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

فى كتاب الكرة المصرية «فصل كرواتيا»!

GMT 07:55 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

رائحة الديمقراطية!

GMT 07:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

نصرة.. ونعمة.. وصدفة

GMT 07:49 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

صراع النجوم.. ومن (يشيل الليلة)!!

GMT 07:46 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

من حكايا دفتر المحبة.. التى لا تسقط (٤)

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 09:41 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

"قطة تركيّة" تخوض مواجهة استثنائية مع 6 كلاب

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

هاشتاج مصر تقود العالم يتصدر تويتر

GMT 12:10 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رفيق علي أحمد ينضم إلى فريق عمل مسلسل "عروس بيروت"

GMT 03:39 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مادلين طبر تؤكد أن عدم الإنجاب هي أكبر غلطة في حياتها

GMT 18:39 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

التفاصيل الكاملة لحريق شقة الفنانة نادية سلامة.

GMT 05:47 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على سعر الجنيه المصري مقابل الدينار الاردني الأحد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon