عماد الدين أديب
سمعت أمس خبراً كسر قلبى وهو وفاة الصديق والأخ الحبيب السفير أشرف محسن محمد سفير مصر فى المجر.
كان الدكتور أشرف بمثابة الابن والأخ والصديق والأستاذ الذى أتعلم منه.
ورغم أننى أكبره بسنوات فإن علمه الموسوعى وفهمه الدقيق لشئون السياسة الدولية كان مدرسة بالنسبة لى.
خدم أشرف محسن فى بريطانيا وإسرائيل، ثم تخصص فى ملف الإرهاب حتى أصبح واحداً من أهم الخبراء فيه حتى إنه عمل فى نيويورك مستشاراً خاصاً للأمين العام للأمم المتحدة فى شئون الإرهاب الدولى، وكان تخصصه الدقيق هو الإرهاب المتأسلم وتحديداً كان أهم المراجع الدولية فى تنظيم «القاعدة».
حصل د.أشرف على الدكتوراه من بريطانيا، وكانت رسالته فى دور الحكم العسكرى فى دول العالم الثالث، وكان أساتذته فى الجامعة يرون فيه باحثاً استثنائياً وخبيراً فوق العادة.
الابتسامة الساخرة، والعبارة المثقفة الذكية، والحركة السريعة والمبادرة الدائمة التى كانت لديه هى سمات شخصية جعلت منه تلك التركيبة الإنسانية فوق التقليدية.
برحيله فقدت مصر والدبلوماسية المصرية شاباً واعداً يتجاوز الحدود والحواجز.
وبرحيله فقدت أنا شخصياً بقعة ضوء حقيقية فى نفق الحياة المظلم.
كان أشرف محسن يحب مصر حبه للحياة، وكان يرى أنها تستحق حكاماً أفضل من كل الذين حكموها أو تصدوا لحكمها.
وإذا كان فى الموت رحمة، فإننى أؤمن بأن رحيل والده الأستاذ محسن محمد منذ أكثر من عام قبل أن يعيش ألم فراق ابنه الحبيب وقرة عينه هو الرحمة الكبرى لكاتبنا الكبير.
ما كنت أتخيل أنه سيأتى اليوم الذى أرثى فيه واحداً من أحب الناس إلى قلبى وعقلى.
فى ذات الساعة التى بلغنى فيها خبر رحيل أشرف، أبلغنى أحد الأصدقاء أن أحدهم سبنى على شاشة إحدى القنوات، وبصراحة لم أبالِ بعدما تبلدت كل مشاعرى وأيقنت ألا دموع القلب يجب ألا تنزف إلا على من يستحقها!