عماد الدين أديب
الإدارة الأمريكية لم تستأسد فى العام الأخير إلا على الحالة المصرية!
حينما أعلنت كوريا الشمالية أنها سوف تجرى تجارب على صواريخ طويلة المدى، قادرة على حمل رؤوس نووية، مهددة أمن آسيا والباسيفيكى حتى الموانئ الأمريكية ذاتها. كان أقصى ما فعلته الإدارة الأمريكية هو إصدار بيان يطالب كوريا الشمالية بالتعقل!
وحينما قام النظام السورى بحملات إبادة جماعية، مستخدماً السلاح الكيماوى ضد مواطنيه كان الفشل الأمريكى الكامل فى عمل رد فعل حقيقى، وتم إيقاف القطع البحرية الأمريكية فى المتوسط بعدما أعلنت موسكو عن مبادرتها الدبلوماسية الخاصة بالكيماوى السورى!
وحينما قام مندوب سوريا الدائم فى الأمم المتحدة بجولات سياسية داخل الولايات المتحدة، مهاجماً الإدارة الأمريكية فى وقت يزداد فيه التحدى الرسمى السورى لواشنطن، كان عقاب البيت الأبيض لسوريا هو حصر حركة المندوب السورى داخل مساحة لا يتجاوز قطرها 40 كيلومتراً فى مدينة نيويورك!
وعندما قام بوتين بإرسال 3 آلاف جندى إلى شبه جزيرة القرم، ثم زادهم إلى 8 آلاف، ثم 15 ألفاً، وحاصر قواعد القوات الأوكرانية هناك، ثم أعلن دعمه لانفصال شعب القرم عن الوطن الأم فى أوكرانيا، ثم دعمه لأسرع استفتاء تقرير مصير فى العالم، ثم إعلان برلمان القرم الانفصال عن أوكرانيا، ثم تأميم كل المصالح الأوكرانية فى القرم، أصدر الرئيس الأمريكى قراره بعقاب موسكو بمصادرة وتجميد أموال 12 مسئولاً روسياً من المقربين لبوتين فى البنوك الأمريكية!
تقريباً لا رد فعل، وإذا حدث فهو ضعيف ومرتبك ومتأخر ولا يتناسب مع الحدث!
أما فى حالة مصر، فإن البيت الأبيض يزمجر، والكونجرس يناقش، والإدارة توقف شحنات الطائرات «إف 16» وتؤخر قطع الغيار، وتجمد 200 مليون دولار.
حتى الآن لم تصف الإدارة الأمريكية ما حدث فى مصر بأنه انقلاب، لكنها أيضاً لم تسلم بأنه ثورة شعبية.
وحتى الآن تقول الإدارة الأمريكية إنها تراقب ما حدث فى مصر، لكنها ما زالت على اتصال شبه يومى مع جماعة الإخوان فى الداخل والخارج.
إنه فيلم أمريكى ردىء وفاشل.
نقلاً عن "الوطن"