عماد الدين أديب
من المهم أن يصدر قانون لمكافحة الإرهاب، ولكن الحقيقة التى يعلمها الجميع أنه مع أهمية القوانين، فإن مقاومة الإرهاب هى عمل جماعى لا يعتمد على عنصر واحد من عناصر الحل.
وأخطر ما فى الإرهاب هو تعريفه!
وأخطر ما فى التعريف هو تحديده!
وأخطر ما فى التحديد هو البحث عن الأسلوب الأمثل لمقاومته!
ولأن الإرهاب هو عمل يستخدم العنف والقوة المسلحة بهدف الخروج عن الشرعية ومحاولة تطويع القرار السياسى بطرق قائمة على العنف والابتزاز والتهديد والاغتيالات والانفجارات، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو الحل الأمنى.
ومهما كان الأمن قوياً، كفؤاً، جباراً، تتوفر لديه كل عناصر القوة والتكنولوجيا الحديثة والموارد الوافرة، فإن الحل الأمنى وحده هو مشروع مؤقت قد يؤدى إلى تسكين الأوضاع لكنه بالتأكيد لن يؤدى إلى حل جذرى لأسباب التوتر وإطفاء نار الإرهاب وضمان عدم انتشاره أو منع تكراره.
الحل الأمنى ضرورى، لكنه وحده ليس هو الحل.
وما تعانى منه مصر الآن هو أزمة فكرية واجتماعية لتنظيم عمره 83 عاماً اختطف عقول كوادره وشبابه وكوّن شبكة مصالح اقتصادية ومالية واجتماعية، تبدأ بالتضامن وتنهى بالمصاهرة والارتباط الأسرى الحديدى.
هذه الشبكة لا يمكن تفريقها بالقنابل المسيلة للدموع، ولا يمكن إيقاف نشاطها بتوسيع دائرة التعقب والاشتباه.
إننا نحمّل الأمن ما لا يطيق، ونطلب منه ما لم ينجح فيه بشر على مر التاريخ، حينما نعتقد أن الحل الأمنى وحده قادر على مقاومة الإرهاب.
مقاومة الإرهاب تبدأ من كتاب المدرسة، إلى أسلوب توفير لقمة العيش، إلى الإعلام، وصولاً لسوق العمل المتأثر بالبطالة!
نقلاً عن "الوطن"