عماد الدين أديب
سوف يستمر التحدى الأول والأعظم على كاهل أى حكومة، وأى رئيس يتولى المسئولية فى مصر، هو التعامل مع ملف العمل والتشغيل، وحل مشكلة البطالة.
فى مصر، هناك 4٪ من السكان من الذين يصنفون على أنهم فى وضع مستوى الفقر العالمى، أى أن دخلهم أقل من دولارين فى اليوم، أما الأكثر فقراً، أى الذين يبلغ دخلهم أقل من دولار واحد، أى أقل من 7 جنيهات يومياً فهم يمثلون 20٪ من السكان.
ويستهلك 5٪ فقط من سكان مصر 95٪ من إنتاج البلاد!
وتبلغ حالة العمالة غير المؤهلة أكثر من 40٪ من المتقدمين لسوق العمل، كما أن معدل الأمية التعليمية يبلغ 30٪ من البالغين.
وحتى تعرف خطورة ضعف السيولة النقدية لدى ملايين المصريين، فإن الإحصاءات تدل على أن 90٪ من البالغين هم خارج سوق التعامل مع البنوك والمؤسسات المالية.
ويوجد قرابة الـ8 ملايين عامل باليومية خارج نظام العمل الثابت، أو التأمينات الاجتماعية، وبالتالى خارج مظلة أى تأمين صحى.
وإذا كان تعداد السكان قد بلغ اليوم قرابة 94 مليون نسمة بمن فيهم السكان داخل وخارج مصر، فإن خطر الازدياد السكانى يصبح أكثر تأثيراً إذا عرفنا أن تعداد سكان مصر المحروسة سوف يبلغ مائة مليون عام 2020.
وينتظر أن تزداد ضغط القوى الطالبة للعمل من أكثر من 500 ألف إلى مليون سنوياً عام 2020.
إذن، يبقى السؤال الكبير الذى يجب أن نعطيه الأولوية الأولى فى كل برامجنا الحكومية، وهو كيف يمكن أن نستوعب هذه المطالب الضاغطة على سوق العمل، وعلى أى حاكم أو حكومة فى مصر؟
فرصة العمل تحتاج لطاقة، والطاقة تحتاج إلى تمويل، والتمويل يحتاج لاستثمار، والاستثمار يحتاج لخطة، والخطة تحتاج تصوراً علمياً، والتصور العلمى يحتاج إلى عقول مستنيرة.