عماد الدين أديب
فتحت كتائب الإنترنت الإلكترونية النار على رئيس الوزراء المكلف المهندس إبراهيم محلب قبل أن يغادر غرفة مكتب السيد رئيس الجمهورية فى لقاء التكليف الذى تم فى قصر الاتحادية.
لم يكن الرجل قد صرح بعد بكلمة واحدة، ولم يصدر بعد قراراً واحداً، ولم يجب بعد على سؤال واحد، ولم يفصح بعد عن أى نية لاتخاذ أى قرار فى دائرة تشكيل حكومته الجديدة.
والمتابع للمفردات التى جاءت على صفحات الإنترنت الإخوانية أو الثورية سوف يكتشف «مرارة شديدة» و«قسوة غير محدودة وغير مبررة» فى الحكم على الرجل وإنجازاته السابقة.
ويأتى من ضمن قائمة الاتهامات الموجهة إلى الرجل، الذى جاوز الستين من عمره، أنه كان من عصر الرئيس الأسبق حسنى مبارك!
ولم يكلف أصحاب هذا الرأى أنفسهم أى جهد ليدركوا أن الرئيس مبارك حكم مصر لمدة 30 عاماً، وبالتالى فإن أى مواطن أو مسئول تعدى الأربعين من عمره كان بشكل أو بآخر جزءاً من هذا النظام.
ولا يمكن أن يلام مهندس ناجح وإدارى قدير على أنه أنجز فى عصر سابق يعارضه البعض الآن.
الشىء الوحيد الذى يمكن لوم أى مسئول عليه هو: هل انتفع بشكل غير مشروع من هذا النظام؟ وهذا محله القضاء، أو أن يكون قد خالف سياسياً أو إنسانياً ضميره، وهذا محله حكم الرأى العام فى معارك الانتخابات وحكم الصندوق الانتخابى.
إننا فى زمن أصبحت فيه القسوة فى الحكم على الغير حالة مزمنة، وأصبح فيه ذبح الآخرين سياسياً منهجاً دائماً فى الثأر من الشخصيات العامة التى تتصدى للمسئولية.
إن هذا المنهج وهذا السلوك العبثى قد يوصلنا إلى طريق مسدود فى مستقبل مصر السياسى.
للمسلم على أخيه المسلم حسن الظن، وللمصرى على أخيه المصرى حق إعطائه فرصة إثبات القدرة.
وواجبنا جميعاً أن نتعاون لإنجاح قائد أى سفينة تأخذنا من حالة الأزمة إلى بر النجاة.
ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء.
نقلاً عن "الوطن"