عماد الدين أديب
ما معنى مسلسل التفجيرات الذى شهدته مصر أمس وأمس الأول؟
ما الهدف أن تأتى هذه التفجيرات على هذا النحو وفى هذا التوقيت؟
من الواضح أن هناك عدة ملاحظات بالغة الأهمية لا بد من تأكيدها:
أولاً: أن توقيت مسلسل التفجيرات يهدف بالدرجة الأولى لترويع المواطنين للإحجام عن النزول إلى الشوارع والميادين اليوم (السبت).
ثانياً: أن اللجوء إلى سلاح التفجير هو رد فعل عصبى ويائس نتيجة نزول الجماهير بقوة فى استفتاء الدستور.
ثالثاً: الرغبة فى تصوير حال البلاد على أنه حال شبيه بالحالة السورية، أى إن مصر وطن غير مستقر لا يجب أن يجلب السياحة أو يأتى باستثمارات ولا أن ترتفع البورصة.
رابعاً: أن التفجيرات دائماً تأتى على النموذج العراقى أو السورى أو اللبنانى فى التفجير وهو نموذج «القاعدة» التى حصلت على «توكيل» الأعمال الإرهابية من جماعة الإخوان.
خامساً: أن كل عملية تفجير تأتى بناء على معلومة داخلية حول مواعيد تغيير مواعيد الخدمات وتنقلات كبار المسئولين، وهذا من النتائج السلبية لعمليات الاختراقات التى تمت فى عهد حكم الرئيس السابق.
الذى أتوقف أمامه باهتمام بالغ هو أسلوب التفجيرات المتصاعد بشكل تدريجى الذى يعكس مدرسة تفكير وافدة على العقل الإرهابى المصرى مما يؤكد مسألة التخطيط الخارجى لهذه العمليات.
والأمر المؤكد أن الاجتماع الأمنى السرى -الذى اكتشفته السلطات الأمنية المصرية مؤخراً- فى واشنطن وحضره ممثلون عن الاستخبارات الأمريكية وجهاز الأمن القومى الأمريكى، وممثل استخبارات حلف الأطلنطى وممثل الموساد فى واشنطن، أكد على فشل جماعة الإخوان فى هزيمة قوات الأمن المصرية وشدد على أن إدارة العمليات داخل مصر ستكون من خارج مصر وتحديداً من قبرص.
وجاء فى التوصيات التى خرجت من هذا الاجتماع أن إدارة العملاء المحليين ستكون من الخارج.
نحن إزاء تخطيط خارجى بتمويل كبير، وتنفيذ من القاعدة وبرعاية من حماس وبمساندة من جماعة الإخوان وخدمة إعلامية من قناة الجزيرة.
إنها معركة صعبة وطويلة لكن «الله غالب على أمره»، وبشر الصابرين.