توقيت القاهرة المحلي 02:35:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الثنائية المدمرة!

  مصر اليوم -

الثنائية المدمرة

عماد الدين أديب

منذ ثورة 25 يناير 2011 والعقل السياسى فى مصر يعيش محصوراً داخل حالة من «الثنائية المدمرة» القائمة على معادلة لا تقبل أى تفكير وسطى؛ إنها حالة «إما» «أو». ومن ضمن حالات الثنائية حالة التصنيف؛ إما أنك فلول أو أنك ثورى، وإما أنك إسلامى أو أنك علمانى، وإما أنك متدين أو أنك كافر، وإما أنك مع الدولة المدنية أو أنك مع حكم الجيش، وإما أنك أهلاوى أو أنك زملكاوى! لا إمكانية فى هذا النوع من التفكير لأى اختيار آخر، أو رؤية وسطية، أو خيار ثالث، أو تأييد فريق كروى آخر! ومن ضمن ضحايا هذه المدرسة المدمرة من التفكير حالة النقاش الدائرة الآن حول الموقف من عمليات أجهزة التحقيقات مع بعض التيارات المرتبطة بثورة 25 يناير. الجدل الدائر الآن حاد ويعانى حالة شديدة الاستقطاب! التيار الأول وهو المدافع عن الثوار يقول إنه لا يجوز القبض على الثائرين لأنهم يعبرون عن رأيهم، ويمارسون حقهم المشروع فى الدفاع عن ثورتهم من خلال تظاهرات سلمية ومواقف احتجاجية مشروعة. ويأتى التيار المضاد لهؤلاء يقول إن مصر تجتاز الآن معركة مصيرية مع إرهاب جماعة الإخوان وأنصارها، وأن ما تقوم به بعض التيارات هو مشاركة فى تلك الجريمة وتنفيذ لمؤامرات خارجية لها جذورها القديمة مما يفضح حقيقة هذه التيارات التى تدعى الثورية، على حد وصف هؤلاء. إذن نحن أمام مدرستين من التفكير؛ الأولى تدافع عن الثوار إلى حد التقديس، وتمنحهم نوعا من الحصانة والقداسة لكى يفعلوا ما يريدون دون قيد أو شرط. والمدرسة الثانية تشيطن الثوار وتراهم قوى غير وطنية وتبيح أى تجاوز أمنى أو حقوقى ضدهم؛ لأنهم حسب هذا المنهج «أعداء للأمة». وما يبدو واضحاً الآن أننا أمام أزمة بعدما وصل عدد المقبوض عليهم ممن يوصفون بأنهم من «الثوار» إلى أكثر من 1100 شاب وشابة، وتم توجيه طلب من عدة منظمات حقوقية للقاء السيد رئيس الجمهورية من أجل تدخله لمعالجة هذا الأمر الذى قد يتطور أو يتدهور. وما بين مدرسة التقديس ومدرسة الشيطنة، يجب أن تكون هناك مدرسة ثالثة تدافع عن حق أى مواطن فى التعبير عن رأيه طالما أنه يتم تحت مظلة القانون وطالما أنه بشكل سلمى مشروع. وفى الوقت ذاته لا يوجد من هو فوق مستوى القانون لا حاكم ولا محكوم، ولا ثورى ولا فلول، ولا دينى ولا علمانى، ولا إخوانى ولا ليبرالى. الجميع سواسية فى ظل الدولة القانونية. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثنائية المدمرة الثنائية المدمرة



GMT 23:33 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الجولة السادسة

GMT 23:32 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

ابن حسن الصباح

GMT 23:28 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

فى كتاب الكرة المصرية «فصل كرواتيا»!

GMT 07:55 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

رائحة الديمقراطية!

GMT 07:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

نصرة.. ونعمة.. وصدفة

GMT 07:49 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

صراع النجوم.. ومن (يشيل الليلة)!!

GMT 07:46 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

من حكايا دفتر المحبة.. التى لا تسقط (٤)

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 09:41 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

"قطة تركيّة" تخوض مواجهة استثنائية مع 6 كلاب

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

هاشتاج مصر تقود العالم يتصدر تويتر

GMT 12:10 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رفيق علي أحمد ينضم إلى فريق عمل مسلسل "عروس بيروت"

GMT 03:39 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مادلين طبر تؤكد أن عدم الإنجاب هي أكبر غلطة في حياتها

GMT 18:39 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

التفاصيل الكاملة لحريق شقة الفنانة نادية سلامة.

GMT 05:47 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على سعر الجنيه المصري مقابل الدينار الاردني الأحد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon