توقيت القاهرة المحلي 10:41:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أسئلة 25 يناير ـ المغامرة

  مصر اليوم -

أسئلة 25 يناير ـ المغامرة

وائل عبد الفتاح

لسنا فى 1954.. ولا فى 1971.. ولا فى 1994.. ربما تكون نفس الكتل القديمة للصراع بنفس عقلها وتركيبتها/ لكنها تلعب فى ملعب مختلف... وفى أجواء مختلفة... وبعد تجارب وخبرات لا يمكن نسيانها... فالنسيان هنا غباء قد يصنع التاريخ كما فى أحوال كثيرة... لكنه لا يؤسس نظاما ولا يبنى مستقبلا. تعشش هذه التواريخ القديمة عند المتصارعين على الحكم/ أو الحالمين بانتصارهم فى لحظة لن ينتصر فيها أحد... ولن تنسى ذاكرة ما زالت شهودها على قيد الحياة. وهنا قد يتخيل أحد الخائفين أن ترشيح السيسى نفسه للرئاسة هو إعادة تمثيل لما حدث فى 1954، حين أسس عبد الناصر قفزته إلى الحكم على الإطاحة بالإخوان. لكن السيسى ليس عبد الناصر/ حتى لو تصور بعض الحالمين ذلك أو صوروه له.../ كما أن اللحظة ليست نفسها/ عبد الناصر قاد مجموعة حققت التحرر والاستقلال/ بمفهومها الذى كان تحت حكم استعمار أجنبى وملكية فاشلة. والسيسى يأتى فى لحظة خوف/ ذعر بعد أن وصل الأمر برئيس يستدعى فى أثناء حكمه أمراء الإرهاب فى صالة مغطاة ليهدد شعبا كاملا: «.. سنسحقكم» إذا رفضتم حكمنا. الشعوب أو بمعنى أدق الذاكرة الجماعية تثبت المشاهد/ ومهما تحدث أحد عن طيبة المرسى أو حسن نيته مقارنًا بألاعيب الأجهزة والجهات السيادية/ أو المؤامرات التى كانت تحاك ضده من مؤسسات الدولة، لن يكون ذلك سوى دفاع ساذج فى مواجهة تلك اللحظة. المرسى عطل المسار/ وقطع الطريق على الثورة/ كما عزل القوى السياسية خلف حاجز زجاجى مثل الذى وقف خلفه فى محاكمته/ وتعامل على أن الشعب أسير حلم جماعته القديم فى الحكم كأول خطوة فى انتظار الخلافة/ أى فى تدمير الدولة بمعناها الحديث لتحكم قبيلة/ بنفس أدوات التسلط والوصاية/ وإن كان تحكمها فى الأدوات أقل بطبيعة الخبرات القليلة/ فالشرطة فى عهد المرسى شحنت غرائزها بقتل معارضين وقمعهم لصالحه/ وهذا ما دفع ثمنه كاملا ولكن ليس وحده. وهنا السيسى ليس تصحيحا للسلطة أو انتصارا لجناح فيها على طريقة السادات فى 1971/ أو كما يسميه الناصريون ردة على الثورة/ إنه استرداد للسلطة من سارقيها / وملء لفراغ لم تنجح قوى جديدة أو قديمة فى تقديم بديل سياسى. السيسى هو مغامرة كاملة/ يبدو الخطر عليها من أسباب وجودها/ لأن مواجهة إرهاب اللحظة الراهنة ليس كما حدث فى التسعينيات/ سيرمم الدولة التى كانت على وشك إعلان الإفلاس فى 1990. الحرب مع الإرهاب الآن ليست حرب شوارع أو فى مواجهة تنظيمات قررت القفز إلى الأمام بمواجهات ضد أجهزة الشرطة/ واقتصاد الدولة «السياحة» ثم الأقباط والمثقفين والجميع. الحرب الآن مع أممية إسلامية/ تهدف إلى تفكيك الدول التى قامت على أنقاض الخلافة العثمانية/ وعبر تجييش المحبطين والمهووسين بحروب الدفاع عن الإسلام/ هؤلاء لا وطن لهم/ ولا هدف إلا خلخلة الأمان.. وينجحون طالما اكتفت أجهزة الأمن بالبروباجندا واستغلال الإرهاب لفرض سلطتها ووصايتها بل وحكمها. نعم السيسى هو مرشح شعبى ليواجه الإرهاب، وهى مهمة صعبة لأنها تتطلب أجهزة أمنية لديها كفاءة فى البحث/ لا فى قهر الناس وقمعهم... بمعنى آخر ستكون مهمة السيسى رهن تحديث إمكانات أجهزة الأمن لا لتزداد قدرتها القمعية «التى نجحت فى وقف إرهاب التسعينيات»، ولكن فى الوصول إلى كفاءة عالية وقدرات على البحث والمعلومات لا فى الغشومية وتكوين عداوات فى المجتمع المحيط... والذكى سيفهم أن تهليل الناس للفتوة لا يستمر طويلا... فالغطرسة تولد غضبا.. و28 يناير 2011 لم يتحول إلى تاريخ بعد. نحن نعيش فى التاريخ الآن... لا نعيد إنتاجه. نقلاً عن "التحرير"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسئلة 25 يناير ـ المغامرة أسئلة 25 يناير ـ المغامرة



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon