عماد الدين أديب
هناك مجموعة من الأحداث التى قد تبدو فردية غير مترابطة مع الحدث الأكبر الذى تدور حوله مسألة الاستقرار الأمنى والسياسى فى البلاد، ولكن حينما يتأملها الإنسان بشكل متعمق يكتشف أن المسائل ليس من قبيل المصادفة أو أن الأحداث ليست منفصلة عن بعضها البعض.
تعالوا سوياً نتأمل ماذا حدث ويحدث فى الأيام القليلة الماضية.
1- اقتحام ألتراس زملكاوى لمباراة كرة قدم بالمخالفة للقوانين.
2- نزول قوى ثورية إلى ميدان طلعت حرب مساء أمس الأول والتهديد بالاعتصام فيه.
3- تهديد جماعات بلاك بلوك بالاعتصام والتظاهر ضد الأوضاع يوم 25 يناير.
4- إعلان نقابة الأطباء ونقابة الصيادلة عن توسيع دائرة الإضراب العام فى المستشفيات العامة احتجاجاً على عدم الاستجابة لمطالبهم المالية.
5- تهديد العديد من القوى الثورية بالإضراب والاعتصام إذا لم يتم الإفراج عن بعض قياداتهم الموجودة قيد التحقيق أو الذين يقفون أمام القضاء.
6- تقديم تفسيرات ومطالب متشددة من ممثلى قطاعات «الشباب الثورى» عند لقاءاتهم برئيس الجمهورية واللجنة الوزارية ووزير الداخلية.
يضاف لذلك كله الإعلان المتعمد والتسريب المفضوح من جماعة الإخوان لشريط فيديو يهدف إلى ترويع وتخويف الرأى العام من النزول إلى الشارع يوم 25 يناير المقبل.
فى ذات الوقت تخبرنا قناة «الجزيرة» ليل نهار بأن يوم 25 يناير المقبل سيكون نهاية نظام ما بعد 30 يونيو.
هل كل هذه الأمور منفصلة غير متصلة؟
وهل ما نعيشه هو فيلم تراجيدى أحمق؟!
هل ما نعيشه هو مؤامرة متكاملة الأركان، أم أن القصة ببساطة وبدون فلسفة، هى أننا نعيش حالة من الارتباك والعشوائية والهيستيريا السياسية التى توصلنا دائماً إلى هذه الحالة الموغلة فى الأزمة؟
يبدو أن «بعض» وليس كل الأمور هو جزء من مؤامرة، والبعض الآخر هو عشوائية فى القرارات، والجزء الثالث هو محاولة ابتزاز رغبة السلطة فى تهدئة الأمور بأى ثمن ومحاولة استثمار هذا الأمر فى طرح مطالب فئوية والمغالاة فيها استغلالاً لهذا الوضع.
أما مسألة أين تأتى مصلحة البلاد العليا، فإنه يبدو أن البعض لم يسمع بها، ولم يرضَ أن يؤجل مطالباته لحين عبور عنق الزجاجة التاريخى.
نقلاً عن "الوطن"