عماد الدين أديب
كلما قرأت نصوصاً للتحقيقات المبدئية التى تجريها النيابة العامة مع قيادات الإخوان حول الاتهامات الموجهة لهم بالتخابر مع جهات أجنبية أكتشف مدى سذاجتى السياسية وبراءة رؤيتى الطفولية لمعنى الوطنية المصرية.
كنت أظن -حتى زمن قريب- أن جماعة الإخوان هى فصيل وطنى ضمن النسيج المتعدد لروافد الفكر السياسى المصرى: «إسلامى - قومى - اشتراكى»، وأن أزمة هذا الفصيل هى أنه محظور عليه الانتظام الشرعى داخل تنظيم سياسى.
لذلك كنت دائماً من منظور من يؤمن بالحرية للجميع، أؤمن -رغم أننى ضد إدخال الدين فى السياسة- بحق جماعة الإخوان فى أن يكون لها حزب سياسى يعبر عنها.
وكنت أؤمن أن الدخول تحت مظلة الشرعية فى نظام تعددى ديمقراطى هو خير ضمانة لتداول السلطة بشكل سلمى.
كل ذلك كان يدور فى ذهنى دون أن يتطرق إلى عقلى وقلبى شرط ضرورة التزام الإخوان بالسلوك الوطنى تجاه البلاد والعباد.
لم أفكر فى ذلك أبداً، على أساس أنه من قبيل المسلمات أن أى فصيل كائناً من كان ومهما اختلفنا معه هو مصرى الهوى يدافع عن السيادة الوطنية للدولة المصرية.
ولا يقبل مجرد التفاوض على البيع أو المقايضة فى حبة رمل واحدة من ترابها الوطنى.
ولكن كما قال يوسف بك وهبى وهو يفتتح مسرح رمسيس فى يومه الأول «يا للهول!!»
يا للهول، مما نقرأه ونسمعه عن العلاقات مع المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والتركية والبريطانية ومخابرات حلف الأطلنطى!
ويا للهول، من العلاقات الإخوانية مع حماس والحرس الثورى الإيرانى وحزب الله.
ويا للهول من المال السياسى الآتى عبر الحدود من التنظيم الدولى وتركيا وقطر وإيران.
ويا للهول من قبول مشروع تقسيم مصر والتفريط فى مرسى مطروح والعلمين غرباً، وسيناء شرقاً، وشلاتين وحلايب جنوباً.
ويا للهول من حجم أجهزة التنصت الدولى والسلاح المهرب من ليبيا والسودان وغزة، ومن دخول المئات والآلاف من رجال القاعدة وحماس والشيشان دون تأشيرة دخول إلى القاهرة ومنها إلى سيناء.
تم تحويل الوطن إلى شقة مفروشة كل غرفة فيها تمارس فيها خطايا خيانة شرف الوطن.
حقاً إنه شىء مخيف، حقاً يا للهول!!
نقلاً عن "الوطن"