توقيت القاهرة المحلي 04:30:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نحن فى زمن «الهجايص»!

  مصر اليوم -

نحن فى زمن «الهجايص»

عماد الدين أديب

استمتعت استمتاعاً لا حدود له بالحوار الرائع الذى أجراه الزميل العزيز أحمد موسى فى قناة «التحرير» مع المحامى القدير المخضرم الأستاذ فريد الديب. وأقوى ما فى أسلوب فريد الديب هو القدرة على بناء الحجة المنطقية والدلائل على قاعدة بيانات يصعب أو يستحيل التشكيك فيها مثل أن يستخدم تصريحات خصمه دون تحريف كى يثبت بها قوة وسلامة منطقه. ولعل أهم ما أثاره الأستاذ الديب فى هذا الحوار ما سماه تلك «الهجايص» فى إلقاء الاتهامات الجزافية فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، ولعل أخطر هذه الاتهامات هو ترديد شائعة أن الرئيس الأسبق يمتلك 70 مليار دولار أمريكى خارج مصر. ويبدو أن الذين ردّدوا تلك الشائعة فى فبراير 2011 وما بعدها، فاتهم أن قيمة الدولار الأمريكى الواحد تساوى ستة جنيهات وقتها، أى أنه فى حالة صحة هذه الشائعة فإن الرئيس الأسبق كان يمتلك بما يساوى إجمالى الدخل القومى المصرى لمدة عامين! ومن ضمن الدراسات العليا التى تلقيتها فى المعهد الدولى للصحافة ببرلين هى دراسة «تحليل الإحصائيات والأرقام» فى النشر بوسائل الإعلام، وأذكر أن الذى كان يدرس لنا هذه المادة هو سير هارولد إيفانز، رئيس التحرير الأسبق لجريدة «الصنداى تايمز» وأحد أهم أساتذة علم الصحافة وصاحب المجلدات الخمسة الشهيرة فى هذا العلم. وحذرنا السير «إيفانز» من أن الصحفى يتعين عليه ألا يتعامل مع الأرقام على أنها مادة صماء، ولكن عليه أن يُعمل العقل ويجرى حكم المنطق وهو يتفحصها قبل إصدار قرار النشر من عدمه. وما نقوله لا يعنى أن عهد الرئيس الأسبق كان خالياً من الفساد أو أن هناك من هو فوق المساءلة أو أكبر من منصة العدالة. ما نحذر منه، وما يعكسه حوار الأستاذ الديب مع الزميل أحمد موسى هو ضرورة «الانضباط فى توجيه المفردات» وأن «ضبط الكلمات يؤدى إلى ضبط الأفعال»، وأن إطلاق الاتهامات هكذا دون سند أو دليل هو أمر شديد الخطورة. وحتى لا يفهمنى أى قارئ بشكل خاطئ فإن هذا المبدأ يجب أن ينطبق فى حال توجيه أى اتهام إعلامى لأى مسئول أو شخصية عامة بصرف النظر عن انتمائها السياسى أو الفكرى أو الدينى، بدءاً من العهد الأسبق إلى العهد السابق وصولاً إلى العهد الحالى. لا يجب الاعتداء على سمعة أو ذات أى إنسان دون سند أو دليل أو من خلال محاولات للتربص السياسى، ومحاولة تسييس الأدلة أو تزوير الحقائق بهدف تحطيم الصورة المعنوية لأى إنسان، كائناً من كان، سواء كان فى عهد «مبارك» أو عهد الإخوان. ما يدعو إليه الأستاذ الديب هو الانتقال من زمن «الهجايص» إلى زمن دولة القانون المنضبطة التى لا يكون فيها أى مخلوق، كائناً من كان، فوق سيف العدالة. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحن فى زمن «الهجايص» نحن فى زمن «الهجايص»



GMT 03:47 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

.. والكاذب تفضحه عيونه.. «عن كل الحشاشين»

GMT 03:45 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

هجمات العراق وإيران

GMT 03:43 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

.. وانكشفت اللعبة الأمريكية

GMT 03:42 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

«حوارٌ مع صديقي المتطرف».. في «علمانيون»

GMT 03:40 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

سنتي مليونير!!

GMT 03:38 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

ريادة أعمال دينية!

GMT 03:33 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

في ذكرى ابن رشد

GMT 03:31 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

قائمة شندلر

هيفاء وهبي بإطلالات باريسية جذّابة خلال رحلتها لفرنسا

القاهرة - مصر اليوم
  مصر اليوم - موناكو وجهة سياحية مُميّزة لعشاق الطبيعة والتاريخ

GMT 04:13 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على إيران
  مصر اليوم - الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على إيران

GMT 00:01 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نيقولا معوض بطل النسخة العربية لمسلسل امرأة
  مصر اليوم - نيقولا معوض بطل النسخة العربية لمسلسل امرأة

GMT 00:48 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

محمد رمضان يتصدر مؤشرات محرك البحث "غوغل"

GMT 23:26 2020 الجمعة ,17 إبريل / نيسان

السنغال تُسجل 21 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 11:27 2020 الإثنين ,02 آذار/ مارس

مجلة دبلوماسية تهدى درع تكريم لسارة السهيل

GMT 12:58 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

خطوات تضمن لكٍ الحصول على بشرة صافية خالية من الشعر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon