توقيت القاهرة المحلي 08:26:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شكراً إبراهيم عيسى

  مصر اليوم -

شكراً إبراهيم عيسى

عماد الدين أديب

وقف الأستاذ إبراهيم عيسى أمام هيئة محكمة الجنايات بالقاهرة المنعقدة فى أكاديمية الشرطة أمس الأول للإدلاء بشهادته فيما يعرف بقضية قتل المتظاهرين. وإبراهيم عيسى، لمن لا يعرف، هو ثائر من ثوار يناير ويونيو، وإعلامى قدير، وباحث ومحقق، وعاشق للفن. هذه التركيبة التى يندر أن تجتمع فى عقل وقلب وضمير رجل واحد هى التى جعلت من هذا الرجل حالة استثنائية فى الضمير المصرى العام. هذه «التركيبة الإنسانية» هى التى وقفت للإدلاء بشهادتها فيما رأت وعايشت كشاهد على أحداث ثورة يناير منذ حركة خالد سعيد حتى قيامها، ثم انكسار جهاز الشرطة فى 28 يناير، ثم واقعة الجمل وصولاً إلى تنحى الرئيس الأسبق ونهاية النظام فى 11 فبراير. ماذا تفعل لو كنت إبراهيم عيسى وطُلب منك أن تقف أمام محكمة لتدلى بشهادتك بما شاهدت ولتجيب عن السؤال العظيم: هل أمر الرئيس الأسبق حسنى مبارك بقتل المتظاهرين السلميين؟ فى اعتقادى أن ما قاله وما فعله إبراهيم عيسى فى تلك الجلسة هو من أعلى مراحل الضمير الإنسانى فى حياته الإنسانية وتجربته الصحفية. تصرف الرجل فى تلك الجلسة كشاهد على واقعة عايشها بكل صدق وأمانة. قال إبراهيم عيسى شهادته للحدث كما عايشه دون تلوين أو بدون أى تصفية حسابات سياسية. لم يكن إبراهيم عيسى من رجال إعلام مبارك أو المحسوبين عليه، بل كان من المعارضين له إعلامياً جهاراً نهاراً، وكان من الثائرين عليه فى الشوارع والميادين والتظاهرات. ورغم ذلك حينما وقف إبراهيم عيسى أمام منصة القضاء كشاهد، قال: «أعتقد أن مبارك لم يأمر بقتل المتظاهرين لأنه لا يمكن لرئيس وطنى أن يأمر بقتل مواطنيه». أهمية ما فعله إبراهيم عيسى أنه فصل بين الموقف السياسى وسرد الوقائع كما عايشها. الشهادة لا علاقة لها بالحب أو الكراهية للشخص أو الموضوع، ولا علاقة لها بالانتماء السياسى أو الموقف العقائدى، ولا علاقة لها بالمصالح الخاصة أو المكاسب الشخصية، إنها شهادة لوجه الله والوطن والضمير. إن مسألة الفصل بين الشخص والموضوع وبين رؤية الذات وبين رؤية الواقع، هى التحدى الأكبر للعقل السياسى المصرى، وهى المنزلق الكبير الذى لم يقع فيه عقل رجل مستنير وصاحب ضمير يقظ مثل إبراهيم عيسى. لو كان إبراهيم عيسى من قادة تنظيم الإخوان وطلب للشهادة وعاصر كل ما عاصره، لاتهم مبارك ظلماً بأنه أمر بإطلاق النار على المتظاهرين رغم عدم وجود دليل مادى واحد على هذا الأمر. لماذا أقول هذا الكلام؟ أقول ذلك، لأن أزمة الأزمات لدى العقل الإخوانى هى أنهم يؤمنون بأنه يجوز «شرعاً» الافتراء كذباً على من هو ليس من الجماعة حفاظاً على مصالح الإخوان! أقول ذلك لأن آفة العقل الإخوانى هى خلوه من الأمانة العلمية واعتماده على فكرة الثأر والثأر المضاد. إن ما فعله إبراهيم عيسى فى شهادته فى محكمة جنايات القاهرة هو نموذج رائع لاحترام المثقف لعقله وضميره الإنسانى بعيداً عن سيطرة الأيديولوجية أو هوى الموقف السياسى. شكراً، إبراهيم عيسى، لأنك علمتنا درساً فى احترام النفس فى زمن خيانة الحقيقة. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شكراً إبراهيم عيسى شكراً إبراهيم عيسى



GMT 04:11 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

. وماذا عن حجر رشيد؟!

GMT 04:10 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

استغِلوا «تغطية الجنازات» لإنقاذ المهنة

GMT 04:09 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

«عدّّى النهار والمغربية جايَّه»

GMT 04:06 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

حرب غزة في نادي الجزيرة!

GMT 04:04 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

ليس دفاعًا عن الفراعنة!

GMT 04:02 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الضفة الغربية

GMT 04:00 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

رأس نعمت شفيق

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:59 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
  مصر اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 22:56 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

إيدين دغيكو يصنع التاريخ مع روما

GMT 18:14 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

محمد هاني يتعرض لكدمة قوية في الركبة

GMT 02:04 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

اللقطات الأولى لتصادم 4 سيارات أعلى كوبري أكتوبر

GMT 16:20 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

مقتل 3 مواطنين وإصابة 4آخرين في حادث تصادم في المعادي

GMT 07:05 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أجمل ديناصور في العالم بألوان مثل طائر الطنان

GMT 06:33 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار الحديد في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 21:12 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يعترف بتلقي مؤمن زكريا لعرض إماراتي

GMT 00:34 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النصائح الخاصة بإدخال اللون الذهبي إلى الديكور

GMT 12:51 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد ناجي يمنح محمد الشناوي وعدًا بالانضمام للمنتخب

GMT 14:37 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعدام شنقًا لـ7 من أعضاء خلية "داعش" في مطروح
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon